Islamic Studies Languages عربي (Arabic)

نزهة الطرف شرح بناء الأفعال في علم الصرف

نزهة الطرف شرح بناء الأفعال في علم الصرف

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله مصرف الأفئدة إلى سبيل النجاة والرشاد ، ومجرد الأصفياء المتقين من دنس المعصية والفساد .
وصلاةً وسلاماً على خير من نطق بالضاد وعلى آله وصحابته الأمجاد …
أما بعد ،،
فلما كانت أهمية علم الصرف لا تقل أهمية عن بقية علوم العربية رأيت أن أجمع منهجاً علمياً في هذا الفن .
بناء على رغبة بعض الطلاب الكرام ممن يحسنون الظن بمن قصر باعه وقل زاده وخصوصاً في مسالك كهذه .
إلا أن من نافلة القلم المشاركة بشيء من المقصود نزولاً عند رغبة الراغبين واستحساناً لرأي المحبين أهل الخير والفضل ، وعلى الله قصد السبيل .
وقد اخترت متن بناء الأفعال للدنقزي وشرحته بطريقة مختصرة وميسرة خالية من التكلف وكثرة النقول التي قد يملها البعض ليكون وسطاً ومقدمة من خلالها يستطيع الدارس الوقوف على المطولات التي ألفت في هذا الفن .
ولما كان علم الصرف يناقش مبحث الأفعال المنصرفة والأسماء المتمكنة ، وكان الدنقزي رحمه الله قد اقتصر على ذكر مبحث الأفعال لكونه الأصل على جهة التغليب في هذا الميدان أضفت إليه مبحث الأسماء وما يلحق بها وبالفعل وبعض المقدمات المهمة التي تتعلق بالأحكام الصرفية إتماماً للفائدة مع بيان وتوضيح بعض المفردات الغريبة .
وقد سميت هذا الشرح : نزهة الطرف شرح بناء الأفعال في علم الصرف .
وهو مدخل لهذا العلم الشريف الذي غفل عنه البعض من الطلاب وخصوصاً في الآونة الأخيرة ومرجعاً لرواده ومحبيه .
ويغلب الظن أنه من أيسر الكتب وأسهلها لطلبة العلم في موطنه سواء المبتدئين أم المستفيدين لسلاسة لفظه ووضوح معناه وظهور مقاصده بأيسر عبارة وأحسن لباس ، وهذا يتضح تمام الاتضاح من خلال الوقوف عليه والتنقل في رياض مواضعه وخاصة أنه زبدة ميسرة من أكثر من خمسين مرجعاً في علم التصريف .
راجياً من الله جلت قدرته أن يكون سلماً يرتقي به طلاب العلم لنيل الشرف والبغية .
والله أسأل الأجر والثواب والقبول في الدنيا ويوم الحساب وصلى الله وسلم على الخاتم البشير النذير وعلى آله وصحبه وسلم .
المـؤلـف
20/شعبان 1421هـ

العين – ص . ب :18282

تمهـــيد

قبل البدء والخوض في المقصود ينبغي للطالب أن يقف على بعض المقدمات الممهدة لمعرفة هذا الفن ، ونوجز ذلك في ثلاث مقدمات :-
المقدمة الأولى
المبادئ الأساسية لهذا الفن
وهي المقاصد المهمة التي يبنى عليها بعض الحقائق وقد نظمها الصبان بقوله:
إِنَّ مَبَادِئَ كُلِّ فَنٍ عَشَـــرَه الحدُّ والموضوعُ ثم الثَّمـــره
ونسبةٌ وفضلهُ والواضـــعْ والاسمُ واسْتمدادُ حكمُ الشارعْ
مسائلٌ والبعضُ بالبعض اكتفى ومَن درى الجميعَ حاز الشرفــاْ
وأقول :
• حد الصرف : يطلق الصرف في اللغة العربية على معنى التغيير ومنه قولهم : صرف الكلام عن حقيقته أي غيَّره وبدله.
وفي الإصطلاح يطلق على ثلاثة معاني :
1. تحويل اللفظ إلى أبنية مختلفة لغرض من الأغراض المعنوية كالتصغير والتكسير واسم الفاعل واسم المفعول ونحوها ، تقول في تصغير جَوْهَر : جُوَيْهِر وفي تصغير كِتَاب وحِجَاب : كُتَيِّب وحُجَيِّب وهلمَّ جراً.
كما تقول في تكسير مَسْجِد: مَسَاجِد ، وفي تكسير بَقَرَة : بَقَر وفي تَكسير مِحْرَاب وكِتَاب : مَحَارِيب وكُتُب ونحوها.
كما تقول في اسم الفاعل من ضَرْب : ضَارِب واسم المفعول : مَضْرُوب ..وهكذا من : شُرْب : شَارِب ومَشْرُوب ، ومن قَتْل : قَاتَل ومَقْتُول وعلى ذلك فقس.
2. تغيير الكلمة عن أصل وضعها لغرض غير اختلاف المعاني كالإلحاق والتخلص من التقاء الساكنيين ويسمى هذا التغير بالإعلال نحو:جَاه لفظ مقلوب أصله وَجْه على وزن فَعْل فيكون وزن جَاه المقلوبة هو: عَفْل ، ومثاله في الإدغام نحو:لم يَمُدَّ أصله لم يَمْدُدْ ونحو ذلك وينحصر هذا التغير في الحذف والزيادة والإبدال والقلب والنقل والإدغام كما سيأتي إن شاء الله
3. معرفة أبنية الكلمة وما لحروفها من أصالة وزيادة وصحة وإعلال ونحو ذلك ومثاله: فَاهِم ومَضْرُوب فهما اسمان مزيدان:
الأول أصله فَهْمٌ والزيادة فيه : حرف الألف .
وأما الثاني فأصله ضَرْبٌ والزيادة فيه : حرفان هما الميم والواو وهذه الحروف زائدة لأنها من أحرف الزيادة المجموعة في قولهم “سألتمونيها” .
ومثال الصحة:ضَرَبَ وضَرْب وشَرِبَ وشُرْب ونحوهما من الأسماء والأفعال الخالية من أحرف الزيادة.
• موضوعه : الألفاظ العربية الفصحى كالأفعال المنصرفة والأسماء المتمكنة وكذلك المسائل الصرفية وما يتعلق بها من أحكام كقولهم إذا كان الأول من المتجانسين متحركاً والثاني ساكناً بسكون أصلي امتنع الإدغام نحو : مَدَدْتُ ، وكقولهم : إذا وقعت الواو طرفاً بعد كسرة فأصل الأخر منه واو نحو رَضِيَ أصله رَضَوَ لوجود الواو متطرفة بعد كسر ونحو ذلك من مسائل وقضايا هذا الفن .
• ثمرته : معرفة أبنية وأصول الكلمات العربية لصون اللسان عن الوقوع في الخطأ مع مراعاة نظام الكتابة .
• نسبته : ينسب هذا الفن إلى علوم العربية ، وعددها اثنا عشر فناً وهي : علم اللغة والصرف والنحو والبيان والمعاني والبديع والعروض والقوافي والإملاء والإنشاء والخطب والمحاضرة ، ولكل فن من هذه الفنون مبادئه وقواعده التي يختص بها.
• فضله : يتمخض فضله في الحفاظ على حقائق لفظ وكتابة المفردات اللغوية ، والتي بمعرفتها على أسس صحيحة نتوصل إلى فهم الشريعة وشؤونها المختلفة وكما يقال : شرف العلم بشرف المعلوم .
• واضعه : أختلف في أول من أَسَّسَ البنية الأولى لهذا الفن والأظهر أن واضعه معاذ بن مسلم الهراء أحد علماء الكوفة وقد توفي ببغداد سنة سبع وثمانين للهجرة .
• اسم هذا الفن : علم الصرف ويقال : علم التصريف .
• استمداده : من كلام الله ورسوله وكلام العرب الفصحاء .
• حكمه : فرض كفاية ويتعين على كل من تصدر للفتيا في الأحكام ونحوها من الأمور الشرعية حتى يميز بين الخطأ والصواب.
• مسائلة : قواعده المختلفة وقضاياه .

المقدمة الثانية
أنواع الكلمة

تنقسم الكلمة في العربية إلى ثلاثة أقسام:ـ
الأول:الاسم
وهو كل لفظ دل على معنى في نفسه ولم يقترن بزمان نحو كِتَاب ، وجَمَل ، وغَضَنْفَر.
ويعرف بعلامات اختص بها عن الفعل والحرف وهي خمس علامات مجموعة في قول ابن مالك :
بالجرِ والتنوينِ والنداْ وألْ ومسندٍ للاسمِ تمييزٌ حصلْ
• مثال الجر : مررت بزيدٍ ، ونحو هذه صحيفةُ زيدٍ ، ونحو جاءَ غَلامُ زيدٍ العاقلِ.
• مثال التنوين :جاء محمدٌ ، ورأيت محمداً ، ومررت بمحمدٍ .
• مثال النداء :يا رجلُ ، ونحو يا عبدَ اللهِ ومنه قول بعضهم:
أَيا شَجَر الخَابُور مالَكَ مُورِقاً كَأنَّك لم تَجْزعْ على ابْنِ طَريفِ
• مثال أل :الرجلُ ، والكتابُ ، والدوابُ ، والرجلانِ ، والزيودُ .
• مثال المسند :جاء عمروٌ ، ونحو كتابُ زيدٍ ، ونحو هذا محمدٌ العاقلُ ففي هذه السياقات أسندنا المجيئ لعمرو ، والكتاب لزيد ، والعقل لمحمد ،وهذه العلامة أنفع العلامات للاسم .
الثاني:الفعل
وهو كل لفظ دل على معنى في نفسه واقترن بزمان ، وهو ثلاثة أقسام :
1. الماضي وهو ما دل على حدث وقع في زمان التكلم نحو ضَرَبَ ، وسَعَى ، وأَتَى ، ودَحْرَجَ.
2. المضارع وهو ما دل على حدث وقع في زمان التكلم نحو يَضْرِب ، ويَأْكُلُ ، ويَأْتِي ، فإن اقترن بحرف التنفيس دل على الاستقبال نحو سَيَضْرِبُ وسَيَدْعُو ، وسَوْفَ يَأْكُلُ ، وسَوْفَ يَسْعَى.
3. الأمر وهو ما دل على حدث يطلب حصوله بعد زمان التكلم نحو اضْرِبْ ، ودَحْرِجْ ، واسْعَ ، وائْتِ .
ويعرف الفعل بعلامات يتميز بها عن غيره من الأسماء والحروف وقد جمعها ابن مالك في الخلاصة بقوله:
بِتَا فَعَلْتَ وأَتَتْ ويَا افْعَلَي ونُونِ اقْبِلَنَّ فِعْلٌ يَنْجَلِي
وقوله بتا فعلت … إلى آخره بيان لعلامات الفعل وهي:
1. تاء الفاعل نحو ضَرَبْتُ ، وضَرَبْتَ ، وضَرَبْتِ .
2. تاء الفاعلة المؤنثة الساكنة نحو ذَهَبَتْ ، وشَرِبَتْ .
3. ياء المخاطبة نحو اضْرِبِي ، واشْرَبِي.
4. نون التوكيد المخففة نحو: لَنَسْفَعَنْ بالناصيةِ ، أو المثقلة نحو: لأُعَلِّمَنَّ الطلابَ ، وهذه العلامات تأتي لاحقة بالفعل.
وهناك علاماتٌ تسبقه وهي كثيرة ، منها المؤثرة كالجوازم نحو لَمْ يَذْهَبْ ، ونحو ولَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَه . ، ومن ذلك النواصب نحو: لَنْ يَذَهَبَ زَيْدٌ ونحو كَيْ يَسْعَى.
ومنها غير المؤثرة كَقَدْ والسين وسَوْفَ تقول: قَدْ يَذْهَبُ ، وسَيَذْهَبُ ، وسَوْفَ يَذْهَبُ .
الثالث:الحرف
وهو ما ليس اسماً ولا فعلاً ولا حدَّ له على الصحيح سوى ما ذكرنا.
وقال بعضهم : كلمة دلت على معنى في غيرها .
ومثاله : حرف الباء نحو مَرَرْتُ بمحمدٍ ، وهَلْ الاستفهامية نحو هَلْ أَنْتَ نَحْوِيٌ ؟
وحرف الجزم نحو لَمْ يَذْهَبْ ، وحرف النصب نحو لَنْ يَعْقِلَ .. وهلم جراً .
وليس له علامةٌ يعرف بها قال الحريري:
والحرفُ ما ليسَ لهُ علامهْ فقسْ على قولي تكنْ علاَّمهْ

المقدمة الثالثة
حقيقة الميزان وقواعده

تعريفه :-
هو المقياس الصرفي الذي يعرف به أحوال أبنية الكلمة حسب ميزانها المقدر.
ولذا فدارسته لضبط الألفاظ العربية من باب ما تقتضيه كل كلمة من الميزان وقد بحث أئمة الصرف في ذلك المباحث العديدة ليتوصلوا إلى حقيقة الميزان ، وانتهت مباحثهم إلى أن اغلب الألفاظ العربية تتكون أصول أحرفها من ثلاثة أحرف فجعلوا الوزن الأصلي للمفردات عموماً الوزن :
“فَـعَلَ ” فسموا الحرف الأول فاء الكلمة والثاني عين الكلمة والثالث لام الكلمة وقابلوا كل كلمة بما يقابلها من الميزان ،وقسموا الحروف الهجائية إلى أحرف زائدة وأحرف أصلية ، فالأحرف الزائدة مجموعة في قولهم”سألتمونيها” أي السين والهمزة واللام والتاء والميم والواو والنون والياء والهاء و الألف وما دون ذلك من الحروف فهي أصلية.
ولمعرفة حقيقة التعامل مع الميزان الصرفي ، وضعت له القوانين الخاصة تحت قواعد مختلفة ، نوجز أشهرها في التالي :-
1- قاعدة الأصل :
وهي كل كلمة أحرفها أصلية ولم تشتمل على أحرف الزيادة من : سألتمونيها ، أو تضعيف أو حذف نحو : نَصَرَ وخَرَجَ وبَلَعَ وعَطَفَ على وزن :فَـعَلَ بفتح الفاء والعين.
ونحو : أَفِلَ وبَرِحَ ونَحِلَ وتَعِبَ وحَزِنَ ولَصِقَ وعَلِمَ على وزن : فَـعِلَ بفتح الفاء وكسر العين.
ونحو : بَعُدَ وثَقُلَ وجَبُنَ وحَرُمَ وكَرُمَ وكَمُلَ ونَبُلَ على وزن : فَـعُلَ بفتح الفاء وضم العين .
ونحو : أُهِلَ وذُعِرَ وعُدِمَ وفُجِعَ ومُنِيِ على وزن : فُعِـلَ بضم الفاء وكسر العين.
ونحو : أَجْرٌ وأَصْلٌ وأَكْلٌ وثَغْرٌ وجَحْدٌ وجَنْبٌ ، وصَرْفٌ وصَمْتٌ ووَفْدٌ على وزن : فَـعْل بفتح الفاء وسكون العين .
فهذه المفردات الفعلية والاسمية ونحوها لم تشتمل على أحرف الزيادة وليس فيها تضعيف أو حذف.
2- قاعدة الزيادة وهي ثلاثة أضرب :-
الأول : كل كلمة زادت أحرفها على الأحرف الأصلية بزيادةٍ من صلب الكلمة.
والحكم في وزنها: أن تزيد لاماً فأكثر حسب الزيادة في الكلمة نفسها نحو: بَرْهَنَ وبَسْمَلَ ورَمْرَمَ ودَحْرَجَ وزَعْزَعَ ومرْمَرَ ونَقْنَقَ ووَسْوَسَ وسَبْرَجَ على وزن : فَـعْلَلَ بفتح الفاء واللام الأولى وسكون العين وهي أفعال رباعية .
ونحو : زُخْرُفٌ وبُلْبُلٌ وطُحْلُبٌ وقُنْفُذٌ ولُؤْلُؤٌ وهُدْهُدٌ على وزن : فُـعْلُلٌ بضم الفاء واللام الأولى وسكون العين وهي أسماء رباعية.
ونحو : زَبَرْجَدٌ وغَضَنْظَرٌ وسَفَرْجَلٌ على وزن : فَـعَلْلَل بفتح الفاء والعين واللام الثانية وهي أسماء خماسيةٌ. .
الثاني : كل كلمة زادت حروفها بسبب التضعيف.
والحكم: مضاعفة الحرف في الميزان حسب وجوده في الكلمة نحو : رَبَّى ودَبَّر وصَلَّى وحَدَّث وكَلَّم وعَلَّمَ على وزن : فَـعَّل بفتح الفاء وتضعيف العين مفتوحةً.
ونحو : عُلِّم وسُلِّم وكُلِّم على وزن : فُـعِّل بضم الفاء وتضعيف العين مكسورةً.
الثالث : كل كلمة ازدادت حروفها بزائد غير اصلي.
والحكم إنزال الزائد في الميزان حسب وجوده في الكلمة نحو آكِل وبائِد وتالِف وثاقِب وراكِد ومادِح وماهِر على وزن : فَاعِل .
ونحو : اشْتَعَل واشْتَهَر وامْتَنَع وانْتَصَر وانْتَفَعَ على وزن : افْتَعَل بسكون الفاء وفتح التاء والعين.
ونحو : اسْتَشْهَد واسْتَعْمَل واسْتَأْنَفَ واسْتَأْنَسَ على وزن :اسْتَفْعَل بسكون السين والفاء وفتح التاء والعين.
3- قاعدة الحذف :وهي حذف بعض حروف الميزان لوجود ما يقابلها في الكلمة من الحذف نحو الجدول التالي:
الكلمة الميزان المحذوف
سِـرْ فِــلْ الألف لأن الماضي منه : سَارَ
قُــــلْ فُــلْ الألف لأن الماضي منه : قَالَ
قِ عِ الواو والألف لأن الماضي منه : وَقَى
رَ فَ الهمزة والألف لأن الماضي منه : رَأَى
4- قاعدة القلب :
وهو حلول حرف مكان آخر – ويسمى بالقلب المكاني ومعرفته تتم بالرجوع إلى المشتقات ، والمصادر ، ومقتضى قواعد الإعلال.
• مثاله من المشتقات : كلمتا جَاه وحَادِي وهما اسمان
فـ جَاه مشتقة من وَجْه وهذا دليل القلب ووزن وَجْه : فَـعْل بفتح الفاء وسكون العين، فيكون وزن جَاه : عَـفْل لأنها مقلوبة من وجه.
وأما : حَادِي فمشتق من وَاحِد وهذا دليل القلب ووزن وَاحِد :فَاعِل فيكون وزن حَادِي : عَالِف.
• مثاله من المصادر : كَلِمَتَا نَاءَ و أَيِسَ وهما فعلان .
فأما : نَاءَ فمصدره نَأْي وهذا دليل القلب ونَأْي على وزن : فَـعْل بفتح الفاء وسكون العين فيكون وزن نَاءَ : فَـلَع.
وأما : أَيِسَ فإن مصدره يَأْس : على وزن فَـعْل بفتح الفاء وسكون العين فيكون وزن أَيِسَ : عَـفِل.
• تنبيـــه : ينبغي في باب القلب المكاني على طالب الصرف أن يتفطن في كيفية أخذ المصادر والمشتقات وحتى لا يقع في الخطأ ينبغي أن ينبه إلى أن الأفعال المقلوبة تؤخذ من مصادرها الاسمية والأسماء المقلوبة تؤخذ من مشتقاتها الاسمية المفردة ، وذلك حسماً لهذا الباب.
• مثال القلب بمقتضى قواعد الإعلال : كلمتا لَـبَّى ، وطائِيّ
فـ لَبَّى أصلها : لَـبَّبَ على وزن : فَـعْلَلَ فاستثقلوا ثلاث باءَات، فقلبوا إِحداهن ياءً لعلة الثقل فصار الفعل لَـبَّى ووزنه على الأصل.
وأما طائِيّ فأصلها طَيْئِي مثل طَيْعِيّ فقلبوا الـياءَ الأُولـى أَلَفاً وحذفوا الثانـية وذلك لدفع كراهية الكسرات والياءات ، وأَبْدلوا الأَلف من الـياءِ فـيه.

المبحث الأول : الأفعال
تعدد أبواب التصريف

قال العلامة المولى الملا عبد الله الدنقزي رحـــمه الله :
اعلم أن أبواب التصريف خمسة وثلاثون باباً .
وأقول :جل علماء الصرف يبتدئون مبحث الأفعال بذكر تصاريف الفعل لكونها الأصل الأصيل في علم الصرف وعلى ذلك درج ابن مالك في لاميته فقال:
وبعدُ فالفعلُ مَن يُحْكِم تَصَرُّفَهُ يَحُزْ من اللغةِ الأبوابَ والسُبلاْ
بمعنى أن من يحكم تصاريف الفعل يحز أبواباً وسبلاً من لغة العرب إذ علم الصرف علمٌ من علومها.
وقوله – اعلم – كلمةٌ يؤتى بها لبيان أهمية الكلام بعدها ، وأبواب مفردها باب وهو لغة ما يدخل ويخرج منه ومن ذلك قوله تعالى ” وآتو البيوت من أبوابها “.
واصطلاحاً : اسم لجملة مختصة من العلم ، تحته فصول وفروع ومسائل ،فهو مجاز في المعاني كباب الإعراب وباب البناء وباب الإعلال ، وألغز بعضهم فيه فقال :
وما شيئٌ حقيقتُه مجازُ تراهُ مُعرباً وله البناءُ
وأولُه وآخِرُه سَواءُ
ثم حصر أبواب التصريف إجمالاً في خمسة وثلاثين باباً وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله جملة وتفصيلاً .

أبواب الفعل الثلاثي المجرد

قال : ستة منها للثلاثي المجرد .
وأقول ينقسم الفعل من حيث التجرد والزيادة إلى مجرد ومزيد .
فالمجرد : ما كانت حروفه أصلية بحيث إذا حذف أحدها تغير المعنى وهو ضربان ، ثلاثي نحو : نَصَرَ ، وشَرِبَ ، وكَرُمَ .
ورباعي نحو : دَحْرَجَ ، وحَوْقَلَ ، وزَلْزَلَ ، ودَمْعَزَ .
وأما المزيد :ما كانت حروفه زيادة على أصله وهو ضربان أيضا مزيد ثلاثي نحو : أَكْرَمَ ، وافْتَتَحَ ، واسْتَقَامَ .
ومزيد رباعي نحو : تَدَحْرَجَ ، وتَزَلْزَلَ ، ونحو اشْمَأَزَّ ، واسْتَحَلَّ ، ونحو احْرَنْجَمَ .
وقد شرع المؤلف في ذِكْر الفعل الثلاثي المجرد حيث : ذكر أن أوزانه الصرفية ترد في ستة أبواب واليك ذكرها موجزة :-
1. فَـعَلَ – يَفْعُلُ : نحو نَصَرَ يَنْصُرُ وكَتَبَ يَكْتُبُ وهَضَمَ يَهْضُمُ وخَرَجَ يَخْرُجُ.
2. فَـعَلَ – يَفْعِلُ : نحو ضَرَبَ يَضْرِبُ وجَلَسَ يَجْلِسُ ورَمَى يَرْمِي وأَتَى يَأْتِي .
3. فَـعَلَ – يَفْعَلُ : نحو سَأَلَ يَسْأَلُ وفَتَحَ يَفْتَحُ ووَضَعَ يَضَعُ ووَقَعَ يَقَعُ وقَرَأَ يَقْرَأُ وسَعَى يَسْعَى.
4. فَـعِلَ – يَفْعَلُ : نحو عَلِمَ يَعْلَمُ وفَرِحَ يَفْرَحُ وشَرِبَ يَشْرَبُ وبَقِيَ يَبْقَى.
5. فَـعُلَ – يَفْعُلُ : نحو كَرُمُ يَكْرُمُ وعَظُمَ يَعْظُمُ وحَسُنَ يَحْسُنُ وشَرُفَ يَشْرُفُ ووَسُمَ يَوْسُم .
6. فَـعِلَ – يَفْعِلُ : نحو حَسِبَ يَحْسِبُ ونَعِمَ يَنْعِمُ ووَرِثَ يَرِثُ .
وسيأتي تفصيل كل باب في موضعه إن شاء الله .

الباب الأول
فَـعَلَ – يَفْعُلُ

قال الباب الأول : فَـعَلَ – يَفْعُلُ موزونه : نَصَرَ يَنْصُرُ وعلامته أن يكون عين فعله مفتوحاً في الماضي ومضموماً في المضارع وبناؤه للتعدية غالباً وقد يكون لازماً مثال : المتعدي نحو : نَصَرَ زيدٌ عَمْراً ومثال اللازم نحو : خَرَجَ زيدٌ والمتعدي ما يتجاوز فعلُ الفاعل إلى المفعول به ، واللازم هو ما لم يتجاوز فعلُ الفاعل إلى المفعول به بل وقع في نفسه .
وأقول : سبق ذكر أبواب الفعل الثلاثي المجرد جملة وهنا شرع الماتن في تفصيل أبوابها باباً باباً فذكر الباب الأول منها وهو فَـعَلَ بفتح الفاء والعين ، مضارعه يَفْـعُلُ نحو : نَصَرَ يَنْصُر وكَتَبَ يَكْتُبُ وقَعَدَ يَقْعُدُ وخَرَجَ يَخْرُجُ ورَفَقَ يَرْفُقُ ومَدَّ يَمُدُّ ودَعَا يَدْعُو وحَدَّ يَحُدُّ.
ونظائرها: كلُّ فَعْلٍ عينُ فعله مفتوحاً في الماضي ومضموماً في المضارع ، ويغلب على كل فعل ثلاثي مجرد مضاعف أن يكون على هذا الوزن إن كان متعدياً نحو : حَدَّ يَحُدُّ ، ورَدَّ يَرُدُّ ، وعَدَّ يَعُدُّ ، وصَدَّ يَصُدُّ .
ويخرج عن هذا الأصل :حَلَّ يَحِلُّ ، وعَمَّ يَعِمُّ ، وجَلَّ يَجِلُّ ونحوها من المسموعات الغير قياسية .
كما يأتي على وزن الباب غالباً : كل فعل ثلاثي مجرد أو أجوف أو ناقص
إن كان بالألف في الماضي وبالواو في المضارع.
مثاله في الأجوف : قَالَ يَقُولُ وبَالَ يَبُولُ ، ويخرج عنه سَالَ يَسِيْلُ ، وسَارَ يَسِيْرُ .
ومثاله في الناقص :دَعَا يَدْعُو ، وغَزَا يَغْزُو ، ويخرج عنه سَعَى يَسْعَى ، ونَهَى يَنْهَى.
وأفعال هذا الباب نوعان :-
الأول : متعدٍ وهو الأكثر نحو نَصَرَ زَيْدٌ أخاه ونحو كَتَبَ زيدٌ رسالةً ونحو أَخَذَ عليٌ كتابه ، ونحو غَزَوتُه ونحو دَعَا زيدٌ ربه .
ومعنى المتعدي : ما يتجاوز فعلُ الفاعل إلى المفعول به .
ألا ترى أن كلاً من النصر والكتابة والمأخذ ونحوها المتمثلة في الفعل قد تجاوزت حتى وقع أثرها على المفعول به.
الثاني : لازم نحو : خَرَجَ زيدٌ ونحو قَعَدَ عَمْرُو ونحو بَرَأَ عليٌ .
ومعنى اللازم : ما لم يتجاوز فعل الفاعل إلى المفعول به بل يقع في نفسه .
ألا ترى أن كلاً من الخروج والقعود والإبراء المتمثلة في الفعل لم تتجاوز الفاعل لعدم جواز المفعولية.

الباب الثاني
فَـعَلَ – يَفْعِلُ

قال الباب الثاني : فَـعَلَ – يَفْعِلُ وموزونه ضَرَبَ يَضْرِبُ وعلامته أن يكون عين فعله مفتوحاً في الماضي ومكسوراً في المضارع وبناؤه أيضاً للتعدية غالباً وقد يكون لازماً مثال المتعدي : نحو ضَرَبَ زيدٌ عَمْراً ومثال اللازم مثل جَلَسَ زيدٌ .
وأقول فَـعَلَ بفتح الفاء والعين – مضارعه يَفْعِلُ نحو ضَرَبَ يَضْرِبُ وجَلَسَ يَجْلِسُ ومَلَكَ يَمْلِكُ وقَلَبَ يَقْلِبُ وغَلَقَ يَغْلِقُ وطَوَى يَطْوِي ووَقَى يَقِي ووَعَدَ يَعِدُ ورَمَى يَرْمِي وفَرَّ يَفِرُّ وأَتَى يَأْتِي .
ونظائرها : كلُّ فِعْلٍ عينُ فعله مفتوحاً في الماضي ومكسوراً في المضارع .
ويأتي هذا الوزن غالباً في كل فعل ثلاثي مجرد مما هو مفتوح الفاء والعين إن كان مبدوء بهمز أو واو نحو أَتَى يَأْتِي وأَوَى يَأْوِي ونحو وَعَدَ يَعِدُ ووَرَدَ يَرِدُ
ويخرج عنه أَمَرَ يَأَمُر وأَخَذَ يَأْخُذُ وأَكَلَ يَأْكُلُ ونحو وَهَلَ يَوْهَل .
ويغلب أيضاً في كل فعل ثلاثي مجرد مضاعف إن كان لازما نحو جَدَّ يَجِدُّ وشَذَّ يَشِذُّ ويخرج عنه أيضا جّمَّ يَجُمُّ وشَطَّ يَشُطُّ .
كما يغلب ذلك في الأجوف والناقص إن كان بالألف في الماضي وبالياء في المضارع نحو سَالَ يَسِيْلُ وسَارَ يَسِيْرُ وكَادَ يَكِيْدُ ونحو رَمَى يَرْمِي وهَوَى يَهْوِي.
ويخرج عن قاعدة هذا الباب بعض الأفعال مما جاز فيها الوجهان : الكسر والضم وأشهرها : عَتَلَهُ يَعْتِلُهُ ـ و يَعْتـُلُهُ أي دَفَعَهُ بشدة ، وطَمَثَهَا يَطْمِثُها ـ و يَطْمُثُها أي جامعها.
وأفعال هذا الباب نوعان أيضاً :-
الأول : متعدٍ وهو الأكثر نحو ضَرَبَ زيدٌ صديقَه ونحو وَعَدَ عَمْرو أخاه ونحو رَمَاه ونحو طَوَى عليٌ كتابه .
الثاني : لازم نحو جَلَسَ زيدٌ ونحو جَاءَ عَمْرو ونحو فَرَّ العدو .

الباب الثالث
فَعَلَ – يَفعَلُ

قال الباب الثالث :فَعَلَ – يَفعَلُ موزونه : فَتَحَ يَفْتَحُ وعلامته أن يكون عين فعله مفتوحاً في الماضي والمضارع بشرط أن يكون عين فعله أو لامه واحداً من حروف الحلق وهي ستة : الحاء والخاء والعين والغين والهاء والهمزة وبناؤه أيضاً للتعدية غالباً وقد يكون لازماً مثال المتعدي نحو : فَتَحَ زيدٌ البابَ ومثال اللازم نحو : ذَهَبَ زيدٌ
وأقول : فَعَلَ بفتح الفاء والعين – مضارعه يَفْعَلُ نحو ذَهَبَ يَذْهَبُ ووَقَعَ يَقَعَ ودَهَمَ يَدْهَمُ ووَضَعَ يَضَعُ ولَجَأَ يَلْجَأُ ويَفَعَ يَفَعُ وسَأَلَ يَسْأَلُ وأَلَهُ يَأْلَهُ وقَرَأَ يَقْرَأُ
و وَهَلَ يَوْهَلُ .
ونظائرها : كلُّ فعْلٍ عينُ فعله مفتوحاً في الماضي والمضارع ، وله ثلاثة شروط:
الأول : أن يكون عين فعله أو لامه واحداً من حروف الحلق .
الثاني : ألا يكون مضاعفاً نحو فَخَّ يَفُخُّ وسَخَّ يَسُخُّ .
الثالث : ألا يكون فيه الكسر أو الضم مسموعاً جلياً نحو دَخَلَ يَدْخُلُ وطَلَعَ يَطْلُعُ.
وقد جمع أحدهم هذه الشروط بقوله :
وافتحْ لدى الحلقيِّ لا في الأولِ في غيرِ مُضْعفٍ ومسموعٍ جليْ
ويخرج عن هذا الباب مما عينه ولامه من حروف الحلق نحو :هَلَكَ يَهْلِكُ ، ورَكَنَ يَرْكِنُ ، وقَلَى يَقْلِي بكسر عين المضارع على بعض ما سمع ، وبَقَى يَبْقِي بكسر عين المضارع أيضا على لغة طيئ
وليس من هذا الباب وَضَعَ يَضَعُ لأن أصل الفعل المضارع منه : يُوضَعُ فالكسر فيه مقدر والفتح عارض وأصله الكسر ولولا تقدير الكسر فيه لوجب بقاء واوه المحذوف .
كما يأتي على هذا الوزن الفعل الناقص إذا كان ماضيه ومضارعه بالألف نحو سَعَى يَسْعَى وفَدَى يَفْدَى ، ويخرج عنه شَدَا يَشْدُو ، وغَدَا يَغْدُو ، وهَدَى يَهْدِي.
كما يخرج عن قاعدة هذا الباب ما كان فاؤه واوا فيما هو حلقي العين نحو وَجَبَ يَجِبُ ، ووَعَدَ يَعِدُ .
• وأفعال هذا الباب نوعان :
الأول : متعدٍ وهو الغالب نحو سَأَلَ زيدٌ أباه ونحو فَتَحَ عمرو الكتابَ
ونحو أَلَهَ زيدٌ ربَّه ونحو قَرَأَ زيدٌ الصفحةَ .
الثاني : لازم نحو ذَهَبَ زيدٌ ، ونحو وَقَعَ الرجلُ .
وجميع أفعال هذا الباب عينها أو لامها من حروف الحلق المجموعة في قول الناظم :
همزٌ فهاءٌ ثم عينٌ حاءُ مهملتان ثم غينٌ خاءُ

الباب الرابع
فَعِلَ – يَفْعَل

قال الباب الرابع :فَعِلَ يَفْعَل موزونه عَلِمَ يَعْلَمُ وعلامته أن يكون عين فعله مكسوراً في الماضي ومفتوحاً في المضارع ، وبناؤه أيضاً للتعدية غالباً وقد يكون لازماً مثال المتعدي نحو : عَلِمَ زيدٌ المسألة ، ومثال اللازم نحو وَجِلَ زيدٌ .
وأقول : فَعِلَ بفتح الفاء وكسر العين مضارعه : يَفْعَل نحو : عَلِمَ يَعْلَمُ وفَرِحَ يَفْرَحُ وشَرِبَ يَشْرَبُ وفَهِمَ يَفْهَمُ وسَمِعَ يَسْمَعُ ورَضِىَ يَرْضَى وسَئِمَ يَسْأَمُ وعَوِرَ يَعْوَرُ وقَوِيَ يَقْوَى وأَمِنَ يَأْمَنُ .
ونظائرها : كلُّ فعْلٍ عينُ فعله مكسوراً في الماضي ومفتوحاً في المضارع .
ويأتي على هذا الوزن الفعل الأجوف إن كان ماضيه ومضارعه بالألف أو الياء أو الواو فيهما نحو خَافَ يَخَافُ ، ونَامَ يَنَامُ ، ونحو عَيِدَ يَعْيَدُ ، وهَيِفَ يَهْيَفُ ، ونحو سَوِدَ يَسْوَدُ ، وعَوِرَ يَعْوَرُ وكذا الناقص إن كان ماضيه بالياء ومضارعه بالألف نحو : رَضِيَ يَرْضَى ، وقَوِيَ يَقْوَى .
وخرج عن قاعدة هذا الباب ألفاظ سمعت بالوجهين :الفتح والكسر والمحفوظ منها اثنا عشر فعلاً وهي :وَحِرَ يَحِرُ يَوْحَرُ : أمتلأ حقدأ ، وحَسِبَ يَحْسِبُ يَحْسَبُ ، ووَغِرَ يَغِرُ يَوْغَرُ : توقد غيضاً ، وبَئِسَ يَبْئِسُ يَبْأَسُ : ساءت حاله ، ووَلِغَ يَلِغُ يَوْلَغُ إذا أدخل الكلب لسانه في الاناء ، ويَئِسَ يَيْئِسُ ويَيْأَسُ : إذا انقطع رجاؤه ، ووَبِقَ يَبِقُ يَوْبَقُ : إذا هلك ، ووَهِلَ يَهِلُ يَوْهَلُ ، ونَعِمَ يَنْعِمُ يَنْعَمُ ، ووَحِمَتْ تَحِمُ تَوْحَمُ الحبلى إذا اشتهت أكلاً ، ووَلِهَ يَلِهُ يَوْلَهُ ، ويَبِسَ يَيْبِسُ يَيْبَسُ : أي الشجر.
وأفعال هذا الباب نوعان :
• الأول : متعدٍ وهو الأكثر نحو : عَلِمَ زيدٌ المسألةَ ونحو شَرِبَ زيدٌ الماءَ ونحو : فَهِمَ الرجلُ القصدَ ونحو : سَمِعَ الطالبُ الدرسَ ونحو: أَمِنَ الجيشُ عدوَّه .
• الثاني : لازم نحو : فَرِحَ زيدٌ ونحو: وَجِلَ عمرو ونحو: بَقِيَ محمدٌ ونحو: يَبِسَ الزرعُ ونحو: عَوِرَ الكلبُ .
ويختص اللازم فيما يدل على الفرح والحزن نحو : فَرِحَ وطَرِبَ ووَجِلَ أو الرضا نحو : رَضِيَ وقَبِلَ أو الامتلاء والفراغ نحو : رَوِيَ وشَبِعَ وعَطِشَ وفَرِغَ أو المعيب نحو : عَمِشَ وَعَوِرَ أو ما يدل على الألوان نحو : سَوِدَ وحَمِرَ وخَضِرَ ونحوها.

الباب الخامس
فَعُلَ – يَفْعُلُ

قال الباب الخامس :فَعُلَ يَفعُل موزونه حَسُنَ يَحْسُن وعلامته أن يكون عين فعله مضموماً في الماضي والمضارع وبناؤه لا يكون إلا لازماً نحو حَسُنَ زيدٌ .
وأقول فَـعُلَ بفتح الفاء وضم العين مضارعه يَفْعُل نحو : حَسُنَ يَحْسُنُ وكَرُمَ يَكْرُمُ وشَرُفَ يَشْرُفُ وعَظُمَ يَعْظُمُ ووَسُمَ يَوْسُمُ وجَرُؤَ يَجْرُؤُ ولَؤُمَ يَلْؤُمُ .
ونظائرها : كلُّ فعْلٍ عينُ فعله مضموماً في الماضي والمضارع ، ويأتي على هذا الوزن صحيح الأفعال ومعتلها فالصحيح نحو : حَسُنَ يَحْسُنُ وكَرُمَ يَكْرُمُ والمعتل كالناقص إن كان ماضيه ومضارعه بالواو نحو جَرُؤَ يَجْرُؤُ وسَرُوَ يَسْرُوُ .
وأفعال هذا الباب تدل على الأوصاف الخلقية التي تصاحب الأشياء فقولك شَرُفَ زيدٌ من الشرف الذي صاحب زيداً .
وقولك عَظُمَ القصرُ من العظمة التي صاحبته في البناء ونحوه .
ولا ترد إلا لازمة نحو : عَظُمَ زيدٌ ونحو: حَسُنَ العملُ ونحو: كَرُمَ حاتمٌ ونحو: شَرُفَ عليٌ .
ويجوز في هذه الأفعال الانسلاخ فيكسبها التعدي وذلك في حالة التعجب نحو: ما أَكْرَمَ زيداً ، ونحو : أَعْظِمْ بزيدٍ .وهلم جراً .

الباب السادس
فَعِلَ – يَفْعِلُ

قال الباب السادس : فَعِلَ يَفْعِلُ موزونه حَسِبَ يَحْسِبُ وعلامته أن يكون عين فعله مكسوراً في الماضي والمضارع وبناؤه أيضاً للتعدية غالباً وقد يكون لازماً مثال المتعدي نحو: حَسِبَ زيدٌ عمراً فاضلاً ومثال اللازم نحو: وَرِثَ زيدٌ .
وأقول : فَـعِلَ بفتح الفاء وكسر العين مضارعه : يَفْعِلُ نحو : حَسِبَ يَحْسِبُ ووَثِقَ يَثِقُ ونَعِمَ يَنْعِمُ ووَرِثَ يَرِثُ ووَرِعَ يَرِعُ .
ونظائرها : كلُّ فعْلٍ عينُ فعله مكسوراً في الماضي والمضارع ، وهذا الباب قليل في العربية ، وقد شهر من أفعاله خمسة عشر فعلاً ، ذكر منها ابن مالك الأندلسي في لاميته :تسعة وهي مجموعة في قوله :
وافْرِدْ الكسرَ فيما وَرِثَ ووَلِـيَ وَرِمَ وَرِعَتْ وَفِقَتْ مَعْ وَقِفَتْ حَلا
وَثِقَتْ مَعَ وَرِيَ المخُّ احْوِهَا وأَدِمْ كسراً لعينِ مضارعٍ يَلِي فِعْــلا
وحاصل هذه التسعة :وَرِثَ يَرِثُ ، ووَلِيَ يَلِي تقول ولي الأمر ولاية ، ووَرِمَ يَرِمُ إذا انتفخ الجرح ، ووَرِعَ يَرِعُ أي عفّ ، ووَمِقَ بمعنى أحب مضارعه يَمِقُ ، ووَفِقَ يَفِقُ إذا حسن الفرس، ووَثِقَ يَثِقُ ، ووَرِيَ يَرِي تقول وري المخ إذا اكتنز سمناً، وأَدِمَ يَدِمُ ، والعاشر من غير المذكور :وَجِدَ يَجِدُ تقول وجَدَ به يَجِدُ وَجْدَا إذا أحبه حباً وحزن عليه والحادي عشر: وَرِكَ يَرِكُ إذا اضطجع والثاني عشر: وَرِمَ الجرح إذا انتفخ يَرِمُ والثالث عشر: وَعِقَ أي عجل يَعِقُ والرابع عشر: وَقِهَ يَقِهُ والخامس عشر : وَكِمَ يَكِمُ إذا اغتم واكترب .
وأفعال هذا الباب نوعان :-
الأول : متعدٍ وهو الأكثر نحو : وَرِثَ زيدٌ المالَ ، ونحو: حَسِبَ زيدٌ أخاه مريضاً .
الثاني : لازم وهو قليل نحو : وَثِقَ زيدٌ ونحو: نَعِمَ عمرو .

أبواب الفعل الثلاثي المزيد

قال : وإثنا عشر باباً منها لما زاد على الثلاثي وهو ثلاثة أنواع :
وأقول : ترد أبواب الفعل الثلاثي المزيد في اثني عشر باباً مقسمة على ثلاثة أنواع :
النوع الأول : الفعل الثلاثي المزيد بحرف واحد وله ثلاثة أبواب وهي :-
1. أَفْعَلَ يُفْعِلُ نحو : أَكْرَمَ يُكْرِمُ وأَعْطَى يُعْطِي وأَجْزَلَ يُجْزِلُ.
2. فَعَّلَ يُفَعِّلُ نحو : فَرَّحَ يُفَرِّحُ وكَرَّمَ يُكَرِّمُ وعَلَّمَ يُعَلِّمُ .
3. فَاعَلَ يُفَاعِلُ نحو : قَاتَلَ يُقَاتِلُ وضَارَبَ يُضَارِبُ وغَامَرَ يُغَامِرُ .
النوع الثاني : الفعل الثلاثي المزيد بحرفين وله خمسة أبواب وهي :-
1. انْفَعَلَ يَنْفَعِلُ نحو : انْكَسَرَ يَنْكَسِرُ وانْقَادَ يَنْقَادُ وانْفَتَحَ يَنْفَتِحُ
2. افْتَعَلَ يَفْتَعِلُ نحو : اجْتَمَعَ يَجْتَمِعُ واحْتَمَلَ يَحْتَمِلُ واقْتَصَرَ يَقْتَصِرُ .
3. افْعَلَّ يَفْعَلُّ نحو : احْمَرَّ يَحْمَرُّ واعْوَرَّ يَعْوَرُّ واعْمَشَّ يَعْمَشُّ.
4. تَفَعَّلَ يَتَفَعَّلُ نحو : تَكَلَّمَ يَتَكَلَّمُ وتَعَلَّلَ يَتَعَلَّلُ وتَزَكَّى يَتَزَكَّى .
5. تَفَاعَلَ يَتَفَاعَلُ نحو : تَبَاعَدَ يَتَبَاعَدُ وتَشَارَكَ يَتَشَارَكُ وتَنَاظَرَ يَتَنَاظَرُ .
النوع الثالث : الفعل الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف وله أربعة أبواب وهي :-
1. اسْتَفْعَلَ يَسْتَفْعِلُ نحو : اسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ واسْتَكْثَرَ يَسْتَكْثِرُ واسْتَعْجَمَ يَسْتَعْجِمُ.
2. افْعَوْعَلَ يَفْعَوْعَلُ نحو: اخْضَوْضَرَ يَخْضَوْضَرُ واعْشَوْشَبَ يَعْشَوْشَبُ واغْدَوْدَنَ يَغْدَوْدَنُ .
3. افْعَوَّلَ يَفْعَوَّلُ نحو : اجْلَوَّذَ يَجْلَوَّذُ و اخْرَوَّط يَخْرَوَّطُ واعْلَوَّطَ يَعْلَوَّطُ.
4. افْعَالَّ يَفْعَالُّ نحو : احْمَارَّ يَحْمَارُّ واصْفَارَّ يَصْفَارُّ واشْهَابَّ يَشْهَابُّ .
وسيأتي إن شاء الله تفصيل تلك الأنواع مع أبوابها كل على حده.

النوع الأول
الفعل الثلاثي المزيد بحرف واحد

قال : وهو ما زيد فيه حرف واحد على الثلاثي وهو ثلاثة أبواب :
وأقول : هذا النوع الأول من أنواع الفعل الثلاثي المزيد ويسمى الفعل الثلاثي المزيد بحرف واحد .
وحده : كل فعل ثلاثي سبق بهمزة قطع أو ضُعِّفت عينه أو زيد فيه ألف بين الفاء والعين.
فإن سبق بهمزة قطع فهو الباب الأول منه ووزنه أَفْعَلَ نحو أَكْرَمَ وأَعْظَمَ وأَوْلَى .
وإن ضُعِّفت عينه فهو بابه الثاني ووزنه فَعَّلَ نحو : قَدَّمَ وكَرَّم وعَلَّمَ.
وإن زيد فيه ألف بين الفاء والعين فهو بابه الثالث ووزنه فَاتَلَ نحو : رَابَحَ وقَاتَلَ ونَاظَرَ .
ولكل واحد من هذه الأبواب دلالته في العربية كما سيأتي مفصلاً بمشيئة الله تعالى .

الباب الأول
أَفْعَلَ يُفْعِلُ

قال الباب الأول : أَفْعَلَ يُفْعِلُ افْعَالاً موزونه أَكْرَمَ يُكْرِمُ اكْرَامَاً وعلامته أن يكون ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الهمزة في أوله وبناؤه للتعدية غالباً وقد يكون لازماً مثال المتعدي نحو : أَكْرَمَ زيدٌ عمراً ومثال اللازم نحو : أَصْبَحَ الرجلُ .
وأقول : أَفْعَلَ بفتح الهمزة والعين وسكون الفاء مضارعه يُفْعِلُ نحو : أَكْرَمَ يُكْرِمُ وأَعْطَى يُعْطِي وأَوْلَى يُوْلِي وأَخْرَجَ يُخْرِجُ وأَوْفَى يُوْفِي وأَقَامَ يُقِيمُ وأَشَارَ يُشِيرُ .
ونظائرها :كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الهمزة في أوله.
والمصدر منه على وزن افْعَال : نحو أَكْرَمَ اكْرَامَاً وأَعْطَى اعْطَاءاً وأَوْلَى اوْلائاً وأَخْرَجَ اخْرَاجَاً وأمثالها .
وأفعال هذا الباب نوعان :-
الأول : متعدٍ وهو الأكثر نحو : أَكْرَمَ زيدٌ محمداً ونحو : أَعْطَى عمرو أخاه درهماً ونحو : أَخْرَجَ المعلمُ تلميذه من الفصل .
ويتفرع من التعدية معانٍ عديدة أشهرها :
1. السلب نحو أَدْمَيتُ الرجلَ بمعنى ضربته حتى سال منه الدم ونحو : أَبْكَيتُ عمراً بمعنى ضربته فبكى .
2. الإزالة نحو أقْشَرْتُ الفاكةَ إذا أزلت قشرتها ونحو أقْذَيْتُ عينه إذا أزلت قذاها .
3. التعريض نحو : أَزْرَعْت الأرضَ أي عرضتها للزراعة.
4. إيصال العدد إلى حد معين نحو أَسْبَعْت النخلَ إذا صيرته سبعاً في العدد وأَرْبَعْت المال إذا صيرته أربعاً .
5. التمكين نحو أَدْخَلْتُه الدارَ أي مكنته من الدخول ، ونحو أَسْلَمْتُه المال إذا مكنته منه.
6. أن يكون بمعنى اسْتَفْعَلَ نحو أَعْرَضْتُ قوتي إذا استعرضتها ونحو أَخْرَجْتُ الكنزَ أي استخرجته.
7. كون الشيء على وصف الحال نحو قوله تعالى : فلما رَأَيْنَه أَكْبَرْنَهُ أي وجدنه كبيراً
8. دلالته على المطاوعة للوزن فَعَّلَ نحو : كَرَّمْتُه فَأَكْرَمَ ونحو أَعْطَيتُهُ فَأَعْطَى.
الثاني : لازمٌ نحو : أَقَامَ عليٌ ويتفرع من اللازم المعاني التالية :
1. دلالته على الكثرة نحو : أَزْهَرَ الشجرُ إذا كثر زهره .
2. دلالته على الصيرورة نحو : أَلْحَمَ الرجلُ أي صار سميناً ذا لحمٍ .
3. دلالته على الزمان نحو : أَصْبَحَ الرجلُ نشيطا أي ظهر نشاطه في الصباح ونحو أَمْسَتْ المرأةُ حزينةً أي ظهر حزنها في المساء .
4. دلالته على المكان نحو أَيْمَنَ الرجلُ اليومَ بمعنى اتجه جهة اليمين ونحو أَصْحَرَ زيدٌ أي دخل الصحراء.

الباب الثاني
فَعَّلَ يُفَعِّلُ

قال الباب الثاني : فَعَّلَ يُفَعِّلُ تَفْعِيْلاً موزونه فَرَّحَ يُفَرِّح تَفْرِيْحَاً وعلامته أن يكون ماضيه على أربعة أحرف بزيادة حرف واحد بين الفاء والعين من جنس عين فعله وبناؤه للتكثير وهو قد يكون في الفعل نحو : طَوَّفَ زيدٌ الكعبةَ وقد يكون في الفاعل نحو : مَوَّتَ الإبلَ وقد يكون في المفعول
نحو : غَلَّقَ زيدٌ البابَ .
وأقول : فَـعَّلَ بفتح الفاء وتضعيف العين مفتوحة مضارعه يُفَعِّل نحو : فَرَّحَ يُفَرِّحُ وذَبَّحَ يُذَبِّحُ وغَلَّقَ يُغَلِّقُ وحَجَّرَ يُحَجِّرُ وشَرَّقَ يُشَرِّقُ وكَفَّرَ يُكَفِّرُ وكَلَّمَ يُكَلِّمُ وكَبَّرَ يُكَبِّرُ وسَبَّحَ يُسَبِّحُ وقَشَّرَ يُقَشِّرُ وزَكَّى يُزَكِّي .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على أربعة أحرف بزيادة حرف واحد بين الفاء والعين من جنس عين فعله .
والمصدر منه على وزن واحد وهو تَفْعِيل نحو فَرَّحَ تَفْرِيْحَاً وزَكَّى تَزْكِيَةً وذَبَّحَ تَذْبِيْحَاً وغَلَّقَ تَغْلِيْقَاً وكَبَّرَ تَكْبِيْرَاً وسَبَّحَ تَسْبِيْحَاً وقَشَّرَ تَقْشِيْرَاً وأمثالها.
وأفعال هذا الباب لا تكون إلا متعدية والتعدية إما للتكثير وإما لغير التكثير.
فمثال الأول : وهو دلالة التعدية للتكثير في الفعل نحو طَوَّفَ زيدُ الكعبةَ. وفي الفاعل نحو : مَوَّتَ عمرو الإبلَ وفي المفعول نحو : غَلَّقَ زيدٌ البابَ وهلم جراً .
ومثال الثاني : وهو دلالة التعدية من غير تكثير نحو : عَجَّزْتكَ ونحو : سَكَّتُ زيداً وما أشبه ذلك .
ويتفرع من التعدية معانٍ منها :
1. التحول والصيرورة نحو وَلَّيْتُهُ البلاد إذا صيرته والياً عليها ونحو حَجَّرْتُ الترابَ إذا صيرته مثل الحجر و نحو : حَلَّيْتُ الماءَ إذا صيرته مثل الماء الزلال .
2. الدعاء على المخاطب نحو عَقَّرَكَ اللهُ أو الغائب نحو عَقَّرَهُ اللهُ
3. الدعاء للمخاطب نحو سَقَّاكَ اللهُ المطرَ أو للغائب نحو سَقَّاهُ اللهُ الغيثَ .
4. الاختصار ويسمى باختصار الحكاية نحو : لَـبَّى إذا قال لبيك الله ونحو : كَبَّر إذا قال الله أكبر .
وحقيقة لبَّى في التعدية بمعنى اسْتَجَاب العبدُ أَمْرَ رَبِهِ فَامْتَثَلَ ، و حقيقة كَبَّرَ بمعنى عَظَّمَ العبدُ مولاه وهكذا هَلَّلَ وسَبَّحَ ونحوهما .
5. النسبة : نحو : جَرَّحْتُ عمراً إذا نَسَبْتُهُ إلى التجريحِ ، ونحو : غَلَّطُتُ زيداً إذا نَسَبْتُهُ إلى الغلط .
6. المصير نحو رَوَّضَ المكانُ أي صار روضةً .
7. التوجه : نحو شَرَّقَ زيدٌ الأرضَ و نحو : غَرَّبَ عمرو البلادَ إذا اتجه زيدٌ جهةَ الشرقِ واتجه عمرو جهةَ الغربِ .
8. السلبية نحو : نَقِّيْتُ الحبَّ إذا أزلتُ منه الشوائبَ ، ونحو قَشَّرْتُ الفَاكهةَ إذا أزلتُ قشرتها .
9. قبول شيئ ما نحو : شَفَّعْتُ زيداً إذا قبلتُ شفاعته .

الباب الثالث
فَاعَلَ يُفَاعِلُ

قال الباب الثالث : فَاعَلَ يُفَاعِلُ مُفَاعَلَةً وفِعَالاً وفِيْعَالاً موزونه قَاتَلَ يُقَاتِلُ مُقَاتَلَةً وقِتَالاً وقِيْتَالاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الألف بين الفاء والعين ، وبناؤه للمشاركة بين الإثنين غالباً وقد يكون للواحد مثال المشاركة بين الإثنين نحو : قَاتَلَ زيدٌ عمراً ومثال الواحد نحو : قَاتَلَهُمْ اللهُ .
وأقول : فَاعَلَ بفتح الفاء والعين وألف بينهما مضارعه يُفَاعِلُ نحو: قَاتَلَ يُقَاتِلُ وضَارَبَ يُضَارِبُ وشَارَبَ يُشَارِبُ ولاكَمَ يُلاكِمُ وسَالَمَ يُسَالِمُ وتَابَعَ يُتَابِعُ وجَالَسَ يُجَالِسُ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الألف بين الفاء والعين .
والمصدر منه يرد على ثلاثة أوزان وهي :-
مُفَاعَلَة وفِعَال وفِيْعَال :نحو : قَاتَلَ مُقَاتَلةً وقِتَالاً وقِيْتَالاً ونحو : ضَارَبَ مُضَارَبةً وضِرَاباً وضِيْرَاباً و نحو : شَارَبَ مُشَارَبَةَ وشِرَاباً وشِيْرَابَاً ونحو : لاكَمَ مُلاكَمَةً ولِكَامَاً ولِيْكَامَاً وهلمَّ جراً .
وأفعال هذا الباب نوعان :
الأول : متعدٍ ويدل على التعدية ويفيد المشاركة بين الإثنين غالباً نحو : قَاتَلَ زيدٌ عمراً و نحو : ضَارَبَ الرجلُ صاحبَه ونحو صَارَعَ القائدُ نظيره .
وقد يفيد الواحد نحو قَاتَلَهمُ اللهُ وحَارَبَهْمُ اللهُ.
ويتفرع من المتعدي معان أشهرها ما يلي :
1. المتابعة نحو: تَابَعْتُ الشيخَ ونحو جَارَيْتُ الوالدَ .
2. الموالاة نحو رَادَفْتُ الصديقَ .ونحو وَالَيْتُ الكيلَ إذا اتبعتُ الكيلَ كيلاً آخر.
3. دلالته على صفة الفعل نحو نَاصَرَهُ اللهُ أي جعله ذا نصره ، آجَرَكَ اللهُ أي جعلك ذا أجر .
4. يرادف أَفْعَلَ نحو تَابَعَ الصومَ بمعنى أَتْبَعَ بعضه بعضاً .
5. يرادف فَعَّل ليدل على التكثير نحو ضَاعَفتُ العدد إذا كثرته بمعنى ضَعَّفْتُه .
الثاني : لازم وهذا نادر في العربية نحو : سافر زيد ولذا فهو يرادف فَعَلَ .

النوع الثاني
الفعل الثلاثي المزيد بحرفين

قال النوع الثاني وهو ما زيد فيه حرفان على الثلاثي وهو خمسة أبواب :
وأقول : للفعل الثلاثي المزيد بحرفين خمسة أبواب وحاصلها كالتالي :
إن سبق بهمزة وصل في أوله بعدها نون ساكنة فهو بابه الأول ووزنه : انْفَعَلَ نحو انْفَتَحَ وانْتَصَرَ وانْكَسَرَ.
وإن سبق بهمزة وصل في أوله مع تاء بين الفاء والعين فهو بابه الثاني ووزنه: افْتَعَلَ نحو اتَّخَذَ واجْتَمَعَ واحْتَكَرَ .
وإن سبق بهمزة وصل في أوله مع تضعيف اللام فهو بابه الثالث ووزنه: افْعَلَّ نحو : احْمَرَّ واعْوَرَّ واعْمَشَّ .
وإن سبق بتاء في أوله مع تضعيف العين مفتوحةً فهو بابه الرابع ووزنه : تَفَعَّلَ نحو : تَعَلَّمَ وتَكَلَّمَ وتَسَلَّمَ .
وإن سبق بتاء في أوله مع ألف بين الفاء والعين فهو بابه الخامس ووزنه : تَفَاعَلَ نحو : تَقَاتَلَ وتَصَارَعَ وتَعَاطَفَ .
ولكل واحد من هذه الأبواب دلالته في العربية كما سيأتي موضحاً كل على حده.

الباب الأول
انْفَعَلَ يَنْفَعِلَ

قال الباب الأول : انْفَعَلَ يَنْفَعِلُ انْفِعَالاً موزونه انْكَسَرَ يَنْكَسِرُ انْكِسَارَاً وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة الهمزة والنون في أوله وبناؤه للمطاوعة ومعنى المطاوعة حصول أثر الشيء عن تعلق الفعل المتعدي نحو كَسَرْتُ الزُّجَاجَ فَانْكَسَرَ ذلك الزجاجُ فإن انكسار الزجاج اثرٌ حَصلَ عن تعلق الكسر الذي هو الفعل المتعدي .
وأقول انْفَعَلَ بكسر همزة الوصل فنون ساكنة ففاء وعين مفتوحتين مضارعه يَنْفَعِلُ نحو انْفَتَحَ يَنْفَتِحُ وانْقَلَبَ يَنْقَلِبُ وانْكَسَرَ يَنْكَسِرُ وانْطَلَقَ يَنْطَلِقُ وانْقَطَعَ يَنْقَطِعُ وانْخَرَطَ يَنْخَرِطُ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على خمسة أحرف بزيادة الهمزة والنون في أوله.
والمصدر منه يرد على وزن واحد وهو انْفِعَال نحو انْفَتَحَ انْفِتَاحَاً وانْقَلَبَ انْقِلابَاً وانْكَسَرَ انْكِسَارَاً وانْطَلَقَ انْطِلاقَاً وانْقَطَعَ انْقِطَاعَاً وانْخَرَطَ انْخِرِاطَاً ونحوها .
وأفعال هذا الباب لا ترد إلا لازمة نحو: انْكَسَرَ الأناءُ و نحو : انْفَتَحَ البابُ
و نحو : انْقَلَبَ السريرُ ونحو : انْطَلَقَ الرجلُ .
كما يفيد المطاوعة أي أنَّ أَثَرَ الفعل ظهر في مَفْعُوله تطاوعاً نحو : فَتَحْتُ البابَ فَانْفَتَحَ ونحو كَسَرْتُ القفلَ فَانْكَسَرَ ونحو قَطَعْتُهُ فَانْقَطَعَ ونحو هَدَّيْتُ الدار فَانْهدّ .
وقد يكون مطاوعاً للوزن : أفْعَلَ نحو أَقْفَلْتُ البابَ فَانْقَفَلَ ذلك البابُ ونحو أَزْعَجْتُ زيداً فَانْزَعَجَ .

الباب الثاني
افْتَعَلَ يَفْتَعِلُ

قال الباب الثاني : افْتَعَلَ يَفْتَعِلُ افْتِعَالاً ، موزونه اجْتَمَعَ يَجْتَمِعُ اجْتِمَاعَاً وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة الهمزة في أوله والتاء بين الفاء والعين وبناؤه للمطاوعة أيضاً نحو : جَمَعْتُ الإبلَ فَاجَتَمَعَ ذلك الإبلُ .
وأقول : افْتَعَلَ بكسر همزة الوصل ففاء ساكنه ثم تاء وعين مفتوحتين مضارعه يَفْتَعِلُ نحو اجْتَمَعَ يَجْتَمِعُ واتَّصَلَ يَتَّصِلُ وافْتَتَحَ يَفْتَتِحُ وافْتَرَشَ يَفْتَرِشُ واشْتَقَّ يَشْتَقُّ وامْتَدَّ يَمْتَدُّ واخْتَارَ يَخْتَارُ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على خمسة أحرف بزيادة الهمزة في أوله والتاء بين الفاء والعين .
والمصدر منه على وزن واحد وهو : افْتِعَال نحو : اجْتَمَعَ اجْتِمَاعَاً واتَّصَلَ اتِّصَالاً وافْتَتَحَ افْتِتَاحَاً وافْتَرَشَ افْتِرَاشَاً واشْتَقَّ اشْتِقَاقَاً وامْتَدَّ امْتِدَادَاً واخْتَارَ اخْتِيَارَاً وأمثالها.
وأفعال هذا الباب تدل على المعاني التالية :
1. المطاوعة نحو : جَمَعْتُ الإبلَ فَاجْتَمَعَ ذلك الإبلُ و نحو : فَرَشْتُ السجادَ فَافْتَرَشَ .
2. الإجتهاد في تحصيل أصل الفعل نحو اكْتَسَبَ عمرو أي اجتهد في تحصيل الكسب ونحو افْتَخَرَ زيدٌ أي بالغ في ذلك ليحصل على قمة الفخر .
3. الاتخاذ نحو : اخْتَبَزَ زيدٌ أي اتخذ له خبزاً ونحو اشْتَوَيْتُ اللحمَ إذا اتخذته لي مشوياً .
4. المشاركة ليكون بمعنى الوزن فَاعَلَ نحو : اشْتَرَكَ زيدٌ وعمرو و نحو : اكْتَتَبَ محمدٌ وعليُّ .
5. دلالته على الاظهار نحو افْتَقَرَ الرجلُ للناسِ إذا أظهر ذلك ،ونحو افْتَخَرَ زيدٌ إذا قصد الاظهار دون تحصيل أصل الفعل .
6. دلالته على الشبه نحو اعْتَصَدَ عمرو واعْتَصَرَ إذا شابه المعصود والمعصور .
7. البحث عن حقائق الأمور : نحو امْتَحَنَ الشيخُ تلميذَه إذا تحقق من مذاكرته.
8. وروده للمعنى الذاتي للفعل نحو : اشْتَمَلَ الكتابُ على أبوابِ التصريفِ أي جمع بين دفتيه ذلك.

الباب الثالث
افْعَلَّ يَفْعَلُّ

قال الباب الثالث : افْعَلَّ يَفْعَلُّ افْعَلالاً ، موزونه احْمَرَّ يَحْمَرُّ احْمِرَارَاً وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة الهمزة في أوله وحرف آخر من جنس لام فعله في آخره وبناؤه لمبالغة اللازم وقيل للألوان والعيوب مثال الألوان نحو : احْمَرَّ زيدٌ ، ومثال العيوب نحو : اعْوَرَّ زيدٌ.
وأقول : افْعَلَّ بكسر همزة الوصل ففاء ساكنة بعدها عين مفتوحة فلام مفتوحة مضعَّفة مضارعه يَفْعَلُّ نحو : احْمَرَّ يَحْمَرُّ واخْضَرَّ يَخْضَرُّ واسْوَدَّ يَسْوَدُّ واعْوَرَّ يَعْوَرُّ واخْضَلَّ يَخْضَلُّ وارْفَضَّ يَرْفَضُّ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على خمسة أحرف بزيادة الهمزة في أوله وحرف آخر من جنس لام فعله في آخره .
والمصدر منه يأتي على وزن واحد وهو : افْعِلال نحو : احْمرَّ احَمِرَارَاً واخْضَرَّ اخْضِرَارَاً واسْوَدَّ اسْوِدَادَاً واعْوَرَّ اعْوِرَارَاً واخْضَلَّ اخْضِلالاً وارْفَضَّ ارْفِضَاضَاً وأمثالها .
وأفعال هذا الباب لا ترد إلا لازمة تفيد المبالغة إما في العيوب وإما في الألوان فالأول نحو : اعْوَرَّ زيدٌ ونحو : اعْمَشَّ عمرو ، والثاني نحو : احْمَرَّ الوجهُ و نحو : ازْرَقَّتُ السماءُ و نحو : اخْضَرَّ الزرعُ.

الباب الرابع
تَفَعَّلَ يَتَفَعَّلُ

قال الباب الرابع :تَفَعَّلَ يَتَفَعَّلُ تَفَعُّلاً موزونه تَكَلَّمَ يَتَكَلَّمُ تَكَلُّمَاً وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله وحرف آخر من جنس عين فعله بين الفاء والعين وبناؤه للتكلف ومعنى التكلف تحصيل المطلوب شيئا بعد شيء نحو : تَعَلَّمْتُ العِلْمَ مسالةً بَعْدَ مَسالة .
وأقول : تَفَعَّلَ بتاء ففاء مفتوحتين بعدهما عين مضعفة مضارعه يَتَفَعَّلُ نحو : تَعَلَّمَ يَتَعَلَّمُ وتَكَلَّمَ يَتَكَلَّمُ وتَسَلَّمَ يَتَسَلَّمُ وتَقَدَّمَ يَتَقَدَّمُ وتَخَرَّجَ يَتَخَرَّجُ وتَطَهَّرَ يَتَطَهَّرُ وتَذَكَّرَ يَتَذَكَّرُ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله وحرف آخر من جنس عين فعله بين الفاء والعين .
والمصدر منه يأتي على وزن واحد هو : تَفَعُّل نحو تَعَلَّمَ تَعَلُّمَاً و تَكَلَّمَ تَكَلُّمَاً و تَسَلَّمَ تَسَلُّمَاً و تَقَدَّمَ تَقَدُّمَاً و تَخَرَّجَ تَخَرُّجَاً وتَطَهَّرَ تَطَهُّرَاً وتَذَكَّرَ تَذَكُّرَاً وأمثالها .
وأفعال هذا الباب تدل على المعاني التالية :
1. التكليف : ومعناه تحصيل المطلوب شيئا بعد شيء باجتهاد ورغبة نحو تَعَلَّمْتُ العلمَ مسألةً مسألةً ونحو تَجَلَّدْتُ الشدائدَ شدةً شدةً .
2. المطاوعة نحو : قَدَّمْتُ زيداً فَتَقَدَمَ ونحو : عَلَّمْتُ عمراً فَتَعَلَّمَ .
3. الاتخاذ نحو : تَوَسَّدْتُ الحَجرَ و نحو : تَغَرَّسْتُ الأرضَ إذا اتخذتُ الحجرَ وسادةً والأرضَ غِرَاسَاً .
4. الاعتقاد نحو : تَكَبَّرْتهُ وتَكَمَّلْتهُ إذا اعتقدت أنه كبير وكامل .
5. التكرار والتعدد نحو : تَفَرَّعَتِ الأشْجَار إذا تعددت فروعها .
6. التدرج نحو : تَرَقَّيْتُ وتَحَفَّظْتُ أي ترقيت بالترقية والحفظ .
7. وروده بمعنى الوجود ذاتاً نحو : تَكَبَّرَ أي أوجد الكبر في نفسه .
8. المصير نحو : تَمَلَّكَ الرجلُ إذا صار صاحب ملكية ونحو ترأس إذا صار رئيساً .
9. التجنب نحو : تَبَعَّدْتُ مصرَ إذا تركت السفر إليها ، ونحو تَحَرَّجْتُ منه إذا تركته خوفاً من الحرج .

الباب الخامس
تَفَاعَلَ يَتَفَاعَلُ

قال الباب الخامس :تَفَاعَلَ يَتَفَاعَل تَفَاعُلاً ، موزونه : تَبَاعَدَ يَتَبَاعَدُ تَبَاعُدَاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله والألف بين الفاء والعين وبناؤه للمشاركة بين الاثنين فصاعداً ، مثال المشاركة بين الاثنين نحو : تَبَاعَدَ زيدٌ عن عمرو ومثال المشاركة بين الاثنين فصاعدا نحو : تَصَالَحَ القومُ .
وأقول : تَفَاعَلَ بتاء ففاء مفتوحتين ثم ألف وعين مفتوحة مضارعه يَتَفَاعَلُ نحو : تَبَاعَدَ يَتَبَاعَدُ وتَقَاتَلُ يَتَقَاتَلُ وتَصَالَحَ يَتَصَالَحُ وتَصَارَعَ يَتَصَارَعُ وتَعَامَلَ يَتَعَامَلُ وتَنَاظَرَ يَتَنَاظَرُ وتَضَارَبَ يَتَضَارَبُ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله والألف بين الفاء والعين .
والمصدر منه على وزن واحد وهو : تَفَاعُل نحو : تَبَاعَدَ تَبَاعُدَاً وتَقَاتَلَ تَقَاتُلاً وتَصَالَحَ تَصَالُحَاً وتَصَارَعَ تَصَارُعَاً وتَعَامَلَ تَعَامُلاً وتَنَاظَرَ تَنَاظُرَاً وتَضَارَبَ تَضَارُبَاً ونحوها .
وأفعال هذا الباب تدل على المعاني التالية :
1. المشاركة بين الاثنين فاكثر نحو : تَبَاعَدَ زيدٌ عن عمرو و نحو : تَصَالَحَ القَوْمُ .
2. المطاوعة نحو : عَامَلْتُ زيداً فَتَعَامَلَ معي و نحو : بَاعَدْتُ عمراً فَتَبَاعَدَ .
3. التدرج نحو : تَواجَدَ الإبلُ و نحو : تَبَاعَدَ القومُ .
4. التظاهر نحو : تَجَاهَلَ المدرسُ تلميذَه و نحو : تَكَاسَلَ الطالبُ .
5. وقد يرد بمعنى فَعَلَ نحو تَوَنَيْتُ أي وَنِيْتُ .

النوع الثالث
الفعل الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف

قال النوع الثالث :وهو ما زيد فيه ثلاثة أحرف على الثلاثي وهو أربعة أبواب .
وأقول : للفعل الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف أربعة أبواب وحاصلها كالتالي :
إن زيد فيه همزة وصل في أوله بعدها سين بعده تاء فهو بابه الأول ووزنه : اسْتَفْعَلَ نحو : اسْتَخْرَجَ واسْتَعْمَلَ واسْتَمْلَكَ .
وإن زيد فيه همزة وصل في أوله ثم واو بين عيني الكلمة فهو بابه الثاني ووزنه : افْعَوْعَلَ نحو : اخْضَوْضَبَ واعْشَوْشَب واغْدَوْدَنَ .
وإن زيد فيه همزة وصل في أوله ثم واو مضعفة بين العين واللام فهو بابه الثالث ووزنه : افْعَوَّلَ نحو : اجْلَوَّذَ واخْروَّطَ واعْلَوَّطَ .
وإن زيد فيه همزة وصل في أوله ثم ألف بين الفاء واللام ثم لام مضعفه فهو بابه الرابع ووزنه : افْعَالَّ نحو : احْمَارَّ واخْضَارَّ واشْهَابَّ .
ولكل واحد من هذه الأبواب دلالته في العربية كما سيأتي ذلك موضحاً كل على حده .

الباب الأول
اسْتَفعَلَ يسْتَفْعِلُ

قال الباب الأول اسْتَفْعَلَ يَسْتَفْعِل اسْتِفْعِالاً موزونه : اسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ اسْتِخْرَاجَاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة والسين والتاء في أوله وبناؤه للتعدية غالباً وقد يكون لازماً مثال المتعدي نحو : اسْتَخْرَجَ زيدٌ المالَ ومثال اللازم نحو : اسْتَحْجَرَ الطينُ وقيل لطلب الفعل نحو : اسْتَغْفَرَ اللهَ : أي اطلب المغفرة من الله تعالى .
وأقول : اسْتَفْعَلَ بكسر همزة الوصل وسكون السين والفاء وفتح التاء والعين مضارعه يَسْتَفْعِلُ نحو : اسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ واسْتَعْمَلَ يَسْتَعْمِلُ واسْتَمْلَكَ يَسْتَمْلِكُ واسْتَحْوَذَ يَسْتَحْوِذُ واسْتَفْسَرَ يَسْتَفْسِرُ واسْتَنْكَرَ يَسْتَنْكِرُ واسْتَوْطَنَ يَسْتَوْطِنُ واسْتَفْهَمَ يَسْتَفْهِمُ واسْتَحْجَرَ يَسْتَحْجِرُ واسْتَغْفَرَ يَسْتَغْفِرُ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة والسين والتاء في أوله .
والمصدر منه له وزن واحد وهو : اسْتِفْعَال نحو : اسْتَخْرَجَ اسْتِخْرَاجَاً واسْتَعْمَلَ اسْتِعْمَالاً واسْتَمْلَكَ اسْتِمْلاكَاً واسْتَوْطَنَ اسْتِيطَانَاً وأمثالها .
وأفعال هذا الباب ضربان :
الأول : متعدٍويرد على المعاني التالية :
1. المطاوعة لأصل الوزن نحو : اسْتَنْكَرْتُهُ فَاسْتَنْكَرَ واسْتَكْبَرْتُهُ فَاسْتَكْبَرَ .
2. المطاوعة للوزن فَعَّل نحو : فَهَّمْتهُ فاسْتَفْهَمْ وعَلَّمْتهُ فَاسْتَعْلَمَ .
3. المطاوعة للوزن أفْعَل نحو : أعْلَمْتهُ فَاسْتَعْلَمَ وأحْكَمْتُهُ فاسْتَحْكَمْ.
4. الطلب نحو اسْتَفْسَرَ زيدٌ معلمَه إذا طلب جواباً و نحو : اسْتَغْفَرَ زيدٌ ربه إذا طلب المغفرة .
5. الاعتقاد نحو اسْتَكْبَرْتُ زيداً واسْتَصْغَرْتُ عمراً إذا اعتقدت أن زيداً عظيم وعمراً صغير .
6. اعتقاد الشيء بصفته نحو اسْتَقْذَرْتُه واسْتَحْسَنْتهُ .
7. الاستحقار نحو اسْتَنْقَصْتُ زيداً لسوء خلقه أي استحقرته ونحو اسْتَجْهَلْتُه .
8. المصادفة نحو اسْتَحْلَمْتُ عمراً أي صادفته حليماً ونحو اسْتَقْهَرْتُه أي صادفته قاهراً .
الثاني : لازم ويدل على المعاني التالية :
1. المثلية نحو : اسْتَقْصَرَ زيدٌ إذا مثَّل نفسه مثل القصير ونحو : اسْتَحْجَرَ الطينُ إذا صار مثل الحجر.
2. الاختصار نحو : اسْتَهْلَلَ زيدٌ إذا قال لا اله إلا الله ونحو : اسْتَرْجَعَ زيدٌ إذا قال إنا لله وإنا إليه راجعون .
3. الاتخاذ نحو اسْتَلأمَ زيدٌ إذا اتخذ أصهاراً لئاماً .وقد يدل المثال على معنى الاظهار إن كان القصد اظهار الألم.
4. ترادفه للوزن افْتَعَل نحو : اسْتَعْصَمَ كَاعْتَصَمَ ونحو اسْتَفْتَحَ كافْتَتَحَ .
5. ترادفه للوزن فَعِلَ الثلاثي نحو : اسْتَغْنَى كغَنِيَ عنه ونحو اسَتَيْأَسَ كأَيِسَ .
6. ترادفه للوزن أفْعَل نحو : اسْتَجَابَ كأَجَابَ ونحو اسْتَيْقَنَ كأَيْقَنَ .
7. ترادفه للوزن تَفَعَّل نحو : اسْتَكْبَرَ كَتَكَبَّرَ .

الباب الثاني
افْعَوْعَلَ يَفْعَوْعَلُ

قال الباب الثاني : افْعَوْعَلَ يَفْعَوْعَلُ افْعِيْعَالاً ، موزونه : اعْشَوْشَبَ يَعْشَوْشَبُ اعْشِيْشَابَاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله وحرف آخر من جنس عين فعله والواو بين العين واللام وبناؤه لمبالغة اللازم لأنه يقال عَشُبَ الأرضُ : إذا نبت على وجه الأرض في الجملة ويقال : اعْشَوْشَبَ الأرضُ إذا كثر نبات وجه الارض .
وأقول : افْعَوْعَلَ بكسر همزة الوصل وسكون الفاء والواو وفتح عيني الكلمة مضارعه يَفْعَوْعَلُ نحو : اعْشَوْشَبَ يَعْشَوْشَبُ واغْدَوْدَنَ يَغْدَوْدَنُ واعْذَوْذَبَ يَعْذَوْذَبُ واخْشَوْشَنَ يَخْشَوْشَنُ واجْدَوْدَبَ يَجْدَوْدَبُ واحْلَوْلَى يَحْلَوْلَوُ واخْضَوْضَبَ يَخْضَوْضَبُ واخْضَوْضَرَ يَخْضَوْضَرُ واغْرَوْرَقَ يَغْرَوْرَقُ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله وحرف آخر من جنس عين فعله والواو بين العين واللام .
والمصدر منه له وزن واحد وهو : افْعِيْعَال نحو : اعْشَوْشَبَ اعْشِيْشَابَاً واغْدَوْدَنَ اغْدِيْدَانَاً واخْشَوْشَنَ اخْشِيْشَانَاً واجْدَوْدَبَ اجْدِيْدَابَاً واخْضَوْضَبَ اخْضِيْضَابَاً واخْضَوْضَرَ اخْضِيْضَارَاً واغْرَوْرَقَ اغْرِيْرَاقَاً.
وأفعال هذا الباب لا تكون إلا لازمة تفيد المبالغة نحو : اعْشَوْشَبَ الأرضُ إذا كثر نباتها و نحو : اغْدَوْدَنَ الشعرُ إذا كثر وازداد و نحو : اخْشَوْشَنَ الرجلُ إذا كثرت خشونته ، ونحو اجْدَوْدَبَ الرجل أي خرج ظهره ودخل بطنه ونحو اخْضَوْضَبَ النخل إذا اخضر ونحو اخْضَوْضَرَ الشجر إذا كثر اخضرار لونه ونحو اغْرَوْرَقَ الرجل إذا غرق في نومه .

الباب الثالث
افْعَوَّلَ يَفْعَوَّلُ

قال الباب الثالث : افْعَوَّلَ يَفْعَوَّلُ افْعُوَّالاً موزونه : اجَلَوَّذّ يَجْلَوَّذُ اجْلَوَّاذاً وعلامته أن يكون ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله لواوين بين العين واللام وبناؤه أيضا لمبالغة اللازم لأنه يقال جَلَذَ الإبل: إذا سار سيراً بسرعة ويقال : اجْلَوَّذَ الإبلُ : إذا سار سيراً بزيادة سرعة .
وأقول : افْعَوَّلَ بكسر همزة الوصل ففاء ساكنة فعين مفتوحة فواو مضعفة مضارعه يفْعَوَّل نحو : اجْلَوَّذَ يَجْلَوَّذُ واخْروَّطَ يَخْرَوَّطَ واعْلَوَّطَ يَعْلَوَّطُ ونحوها .
ونظائرها :كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله والواو المضعفة بين العين واللام ، وترد ألفاظه في العربية قليلة جداً .
والمصدر منه يرد على وزن واحد وهو : افْعُوَّال نحو : اجْلَوَّذَ اجْلُوَّاذاً واخْروَّطَ اخْرُوَاطَاً واعْلَوَّطَ اعْلُوَّاطَاً .
وأفعال هذا الباب لا تكون إلا لازمة تفيد المبالغة نحو : اجَلَوَّذَ الإبلُ إذا سار بسرعة زائدة و نحو : اعْلَوَّطَ الرجلُ إذا تعلق بعنق البعير تعلقاً زائداً .
ونحو :اخْرَوَّطَ السفر إذا امتدَّ به الطريق ومنه قول أَعشى باهلة:
لا يَأْمَنُ البازِلُ الكَوْماءُ ضَرْبَتَه بالـمَشْرِفِـيِّ، إِذا ما اخْرَوَّطَ السَّفَرُ

الباب الرابع
افْعَالَّ يَفْعَالُّ

قال الباب الرابع : افْعَالَّ يَفْعَالُّ افْعِيْعَالاً موزونه : احْمَارَّ يَحْمَارُّ احْمِيرَارَاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله والألف بين العين واللام ، وحرف آخر من جنس لام فعله في آخره وبناؤه لمبالغة اللازم ، ولكنَّ هذا الباب أبلغ من باب الإفعلال لأنه يقال حَمُرَ زيدٌ إذا كان له حمرةٌ في الجملة ويقال احْمَرُّ زيدٌ إذا كان حمرة مبالغة ويقال احْمَارَّ زيدٌ إذا كان له حمرة زيادة مبالغة .
وأقول : افْعَالَّ بكسر همزة الوصل ففاء ساكنة فعين مفتوحة بعدها لام مضعفة مضارعه يَفْعَالُّ نحو : احْمَارَّ يَحْمَارُّ واصْفَارَّ يَصْفَارُّ واخْضَارَّ يَخْضَارُّ واسْوَادَّ يَسْوَادُّ واشْهَابَّ يَشْهَابُّ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله والألف بين العين واللام وحرف آخر من جنس لام فعله في آخره .
والمصدر منه له وزن واحد وهو : افْعِيْعَال نحو : احْمَارَّاحْمِيْرَارَاً واصْفَارَّ اصْفِيْرَارَاً واخْضَارَّ اخْضِيْرَارَاً واسْوَادَّ اسْوِيْدَادَاً واشْهَابَّ اشْهِيْهَابَاً وأمثالها .
وأفعال هذا الباب لا تكون إلا لازمة تفيد المبالغة :
نحو : احْمَارَّ زيدٌ إذا ازدادت حمرته و نحو : اصْفَارَّ عمرو إذا ازدادت صفرته و نحو : اشْهَابَّ علي إذا ازدادت شُهبتُه .
وهذا الباب أبلغ في المعنى من بقية الأبواب السابقة ألا ترى أنك تقول : حَمُرَ زيدٌ إذا وجدت به حمرة واحْمَرَّ زيدٌ إذا كانت له حمرةٌ مبالغةً واحْمَارَّ زيدٌ إذا زادت حمرتُه وكثرت وهلمَّ جراً .

باب الرباعي المجرد
فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ

قال : وواحد منها للرباعي المجرد وهو باب واحد نحو :فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ
فَعْلَلَةً وفِعْلالاً موزونه : دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرَجَةً ودِحْرَاجَاً وعلامته أن يكون ماضيه على أربعة أحرف بأن يكون جميع حروفه أصلية وبناؤه للتعدية غالباً وقد يكون لازماً مثال المتعدي نحو : دَحْرَجَ زيدٌ الحجرَ ومثال اللازم نحو : دَرْبَخَ زيدٌ.
وأقول : سبق تعريف الرباعي المجرد والكلام هنا على صيغته وليس له سوى صيغة واحدة وهي : فَعْلَلَ بفتح الفاء وسكون العين وفتح اللام الأولى والثانية ومضارعه : يُفَعْلِلُ نحو : دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ وزَلْزَلَ يُزَلْزِلُ ودَرْبَخَ يُدَرْبِخُ وبَعْثَرَ يُبَعْثِرُ وعَرْبَدَ يُعَرْبِدُ وغَرْبَلَ يُغَرْبِلُ وجَمْهَرَ يُجَمْهِرُ .
ونظائرها :كُلُّ فِعْلٍ مكون من أربعة أحرف مفتوح الفاء واللام الأولى والثانية ومسكون العين .
والمصدر منه له وزنان : هما فَعْلَلَة وفِعْلال
نحو : دَحْرَجَ دَحْرَجَةً ودِحْرَاجَاً وزَلْزَلَ زَلْزَلَةً وزِلْزِالاً ودَرْبَخَ دَرْبَخَةً ودِرْبَاخَاً وبَعْثَرَ بَعْثَرَةً وبِعْثَارَاً وعَرْبَدَ عَرْبَدَةً وعِرْبَادَاً وأمثالها .
وأفعال هذا الباب نوعان :
الأول : متعدٍ وهو الأكثر نحو : دَحْرَجَ زيدٌ الحجرَ ، ونحو : زَلْزَلَ الجبارُ الأرض ونحو : بَعْثَرَ الزارعُ الزرعَ ونحو : غَرْبَلَ سَالِمٌ الجلدَ .
الثاني : لازم نحو : دَرْبَخَ زيدٌ إذا طأطأ رأسه وسوى ظهره ومنه النحت نحو: بَسْمَلَ وهَلَّلَ وجَعْفَلَ .
تقول : بَسْمَلَ زيدٌ إذا قال بسم الله وهَلَّلَ محمدٌ إذا قال لا اله إلا الله وجَعْفَلَ الرجلُ إذا قال جعلني الله فداك .

أبواب الملحق الرباعي

قال : وستة منها لملحق دَحْرَجَ ويقال لهذه الست الملحق الرباعي.
وأقول : لما ذكر المؤلف وزن الرباعي المجرد أردفه بذكر أبواب الملحق الرباعي وتسمى :أبواب ملحق دحرج كونها لا تزيد أحرف كل فعل منها على عدد أحرف لفظة دَحْرَجَ وهي ستة أبواب وحاصلها كالتالي :
1. فَوْعَلَ يُفَوْعِلُ نحو : حَوْقَلَ يُحَوْقِلُ وتَوْبَلَ يُتَوْبِلُ وجَوْرَبَ يُجَوْرِبُ.
2. فَيْعَلَ يُفَيْعِلُ نحو : بَيْطَرَ يُبَيْطِرُ وشَيْطَنَ يُشَيْطِنُ وهَيْمَنَ يُهَيْمِنُ.
3. فَعْوَلَ يُفَعْوِلُ نحو : جَهْوَرَ يُجَهْوِرُ ودَهْوَرَ يُدَهْوِرُ وهَلْوَسَ يُهَلْوِسُ .
4. فَعْيَلَ يُفَعْيُلُ نحو : عَثْيَرَ يُعَثْيُرُ وشَرْيَنَ يُشَرِيُنُ وعَذْيَطَ يُعَذْيُطُ.
5. فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ نحو : جَلْبَبَ يُجَلْبِبِ وشَمْلَلَ يُشَمْلِلُ وقَرْفَفَ يُقَرْفِفُ.
6. فَعْلَى يُفَعْلَى نحو : سَلْقَى يُسَلْقَى وجَعْبَى يُجَعْبَى وخَنْذَى يُخَنْذَى .
وسيأتي مزيد من التفصيل كل في بابه إن شاء الله .

الباب الأول
فَوْعَلَ يُفَوْعِلُ

قال الباب الأول :فَوْعَلَ يُفَوْعِلَ فَوْعَلَةً وفِيْعَالاً ، موزونه : حَوْقَلَ يُحَوْقِلُ حَوْقَلَةً وحِيْقَالاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الواو بين الفاء والعين ، وبناؤه للازم نحو : حَوْقَلَ زيدٌ .
وأقول : فَوْعَلَ بفاء مفتوحة فواو ساكنة فعين ولام مفتوحتين مضارعه يُفَوْعِلُ نحو :حَوْقَلَ يُحَوْقِلُ وتَوْبَلَ يُتَوْبِلُ وجَوْرَبَ يُجَوْرِبُ ورَوْدَنَ يُرَوْدِنُ وهَوْجَلَ يُهَوْجِلُ وكَوْدَنَ يُكَوْدِنُ .
ونظائرها :كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الواو بين الفاء والعين.
والمصدر منه له وزنان وهما : فَوْعَلَة وفِيْعَال نحو حَوْقَلَ حَوْقَلَةً وحِيْقَالاً وجَوْرَبَ جَوْرَبَةً وجِيْرَابَاً وتَوْبَلَ تَوْبَلَةً وتِيْبَالاً ورَوْدَنَ رَوَدَنَةً ورِيْدَانَاً وهَوْجَلَ هَوْجَلَةً وهِيْجَالاً وكَوْدَنَ كَوْدَنَةً وكِيْدَانَاً.
وأفعال هذا الباب تكون لازمة نحو : حَوْقَلَ زيدٌ إذا ضعف عن الجماع .
وقد ترد متعدية نحو : تَوْبَلَ الرجلُ جسمه إذا اسقمه وأنهكه ، ويقال : تَوْبَلْتُ القِدْرَ إذا جعلت فـيها التوابل .
وقد ذكر الماتن اللازم ولم يذكر المتعدي لندرته في هذا الباب والله اعلم .

الباب الثاني
فَيْعَلَ يُفَيْعِلُ

قال الباب الثاني :فَيْعَلَ يُفَيْعِلُ فَيْعَلَهً وفِيْعَالاً ، موزونه بَيْطَرَ يُبَيْطِرُ بَيْطَرَةً وبِيْطَارَاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الياء بين الفاء والعين وبناؤه للتعدية فقط نحو : بَيْطَرَ زيدٌ القلمَ : أي شقَهَ
وأقول : فَيْعَل بفاء مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة فعين مفتوحة مضارعه يُفَيْعِلُ نحو : بَيْطَرَ يُبَيْطِرُ وبَيْقَرَ يُبَيْقِرُ وسَيْطَرَ يُسَيْطِرُ وشَيْطَنَ يُشَيْطِنُ وهَيْمَنَ يُهَيْمِنُ وهَيْزَرَ يُهَيْزِرُ وعَيْذَطَ يُعَيْذِطُ وعَيْضَطَ يُعَيْضِطُ وهَيْكَلَ يُهَيْكِلُ.
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الياء بين الفاء والعين.
والمصدر منه له وزنان هما فَيْعَلَةً وفِيْعَالاً نحو : بَيْطَرَ بَيْطَرَةً وبِيْطَارَاً وبَيْقَرَ بَيْقَرَةً وبِيْقَارَاً وسَيْطَرَ سَيْطَرَةً وسِيْطَارَاً وشَيْطَنَ شَيْطَنَةً وشِيْطَانَاً وهَيْمَنَ هَيْمَنَةً وهِيْمَانَاً وهلم جراً .
وأفعال هذا الباب تكون متعدية نحو : بَيْطَرَ زيدٌ البقر إذا قام بعلاجها.
ويقال : بَيْطَرَ زيدٌ القلم إذا شقه وأصلحه كما يقال : هَيْمَنْتُ الأرضَ بمعنى أَبْقَلْتُها أو أَخْرجتُ الهيِنْمَ أي القطن .
وقد تكون لازمة نحو : شَيْطَنَ الرجلُ إذا فعل فِعْل الشياطين ، ونحو هَيْمَنَ عمرو أي قال آمين ، ونحو هَيْكَلَ الزرعَ أى تم .
ونحو عَيْضَطَ الرجلُ إذا أحدث عند الجماع.
وقد ذكر الماتن المتعدي ولم يذكر اللازم والصحيح جواز الوجهين في هذا الباب كما دلت عليه الأمثلة.

البـاب الثـالث
فَعْوَلَ يُفَعْوِلُ

قال الباب الثالث :فَعْوَلَ يُفَعْوِل فَعْوَلَةً وفِعْوَالاً موزونه : جَهْوَرَ يُجَهْوِرُ جَهْوَرَةً وجِهْوَارَاً وعلامته أن يكون ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الواو بين العين واللام وبناؤه أيضا للتعدية نحو : جَهْورَ زيدٌ القرآنَ .
وأقول : فَعْوَل بفاء مفتوحة فعين ساكنة فواو مفتوحة مضارعه يُفَعْوِلُ نحو جَهْوَرَ يُجَهْوِرُ ودَهْوَرَ يُدَهْوِرُ ورَهْوَكَ يُرَهْوِكُ وبَلْوَرَ يُبَلْوِرُ وجَدْوَلَ يُجَدْوِلُ وهَرْوَلَ يُهَرْوِلُ وهَلْوَسَ يُهَلْوِسُ .
ونظائرها :كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الواو بين العين واللام .
والمصدر منه له وزنان هما فَعْوَلَة وفِعْوَال نحو : جَهْوَرَ جَهْوَرَةً وجِهْوَارَاً و دَهْوَرَ دَهْوَرَةً ودِهْوَارَاً ورَهْوَكَ رَهْوَكَةً ورِهْوَاكَاً وبَلْوَرَ بَلْوَرَةً وبِلْوَارَاً وجَدْوَلَ جَدْوَلَةً وجِدْوَالاً وهَرْوَلَ هَرْوَلَةً وهِرْوَالاً وهَلْوَسَ هَلْوَسَةً وهِلْوَاسَاً .
وأفعال هذا الباب تدل على التعدية نحو : جَهْورَ زيدٌ القرآنَ إذا اظهره و نحو : دَهْوَرَ زيدٌ أخاه إذا تسبب في القضاء عليه .
وقد تدل على اللزوم نحو : هَلْوَسَ زيدٌ إذا ظهرت هلوسته ، ونحو: هَرْوَلَ عمرو إذا مشى هرولة.

البــاب الرابــع
فَعْيَلَ يُفَعْيِلُ

قال الباب الرابع :فَعْيَلَ يُفَعْيِل فَعْيَلَةً وفِعْيَالاً موزونه : عَثْيَرَ يُعَثْيُرُ عَثْيَرَةً وعِثْيَاراً ، وعلامته أن يكون ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الياء بين العين واللام وبناؤه للازم نحو : عَثْيَرَ زيد : أي طلع .
وأقول :فَعْيَلَ بفاء مفتوحة فعين ساكنة فياء مفتوحة مضارعه : يُفَعْيِلُ نحو عَثْيَرَ يُعَثْيِرُ وشْرْيَنَ يُشَرْيِنُ وعَذْيَطَ يُعَذْيِطُ ورَهْيَا يُرَهْيِي وطَشْيَا يُطَشْيِي .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الياء بين العين واللام.
والمصدر منه له وزنان وهما : فَعْيَلَة وفِعْيَال نحو : عَثْيَرَ عَثْيَرَةً وعِثْيَارَاً وشَرْيَنَ شَرْيَنَةً وشِرْيَانَاً وعَذْيَطَ عَذْيَطَةً وعِذْيَاطَاً ورَهْيَا رَهْيَيَةً ورِهْيَايَاً وطَشْيَا طَشْيَيَةً وطِشْيَايَاً .
وأفعال هذا الباب تدل على اللزوم نحو : عَثْيَرَ زيدٌ أي زل قدمه وتصح بمعنى طلع كما ذكر المؤلف رحمه الله ، ونحو عَذْيَطَ الرجلُ بمعنى أحدث عند جماعه .
ونحو رَهْيَا العملُ ، ونحو طَشْيَا المتجر كلاهما بمعنى لم يُحْكِم .
ويندر كونه متعدياً نحو شَرْيَنَ عمرو الزرعَ إذا أزال شريانه .

الباب الخامس
فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ

قال الباب الخامس :فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ فَعْلَلَةً وفِعْلالاً ، موزونه جَلْبَبَ يُجَلْبِبُ جَلْبَبَةً وجِلْبَابَاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على أربعة أحرف بزيادة حرف واحد من جنس لام فعله في آخره وبناؤه للتعدية فقط نحو : جَلْبَبَ زيدٌ إذا لبِسَ الجلبابَ.
وأقول : فَعْلَلَ بفاء مفتوحة فعين ساكنة فلامين مفتوحتين مضارعه يُفَعْلِلُ نحو : جَلْبَبَ يُجَلْبِبُ وشَمْلَلَ يُشَمْلِلُ وَقَرْفَفَ يُقَرْفِفُ .
ونظائرها :كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على أربعة أحرف بزيادة حرف واحد من جنس لام فعله في آخره .
والمصدر منه : له وزنان وهما : فَعْلَلَةً وفِعْلال نحو : جَلْبَبَ جَلْبَبَةً وجِلْبَابَاً وشَمْلَلَ شَمْلَلَةً وشِمْلالاً وَقَرْفَفَ قَرْفَفَةً وقِرْفَافَاً .
وأفعال هذا الباب تدل على التعدية نحو : جَلْبَبْتُهُ إذا ألبسته الجلباب وهو أولى من تمثيل الماتن وقيل معناه إذا ساقه من بلد ما .
وقد يأتي لازماً ، ولم يذكره نحو : شَمْلَلَ زيدٌ أي أسرع.

الباب الســادس
فَعْلَى يُفَعْلَى

قال الباب السادس :فَعْلَى يُفَعْلى فَعْلَيَةً وفَعْلاءً ، موزونه : سَلْقَى يُسَلْقَى سَلْقَيَةً وسَلْقَاءً وعلامته أن يكون ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الياء في آخره وبناؤه للازم فقط ، نحو : سَلْقَى زيدٌ أي نام على قفاه، ويقال لهذه الستة الملحق بالرباعي ومعنى الإلحاق اتحاد المصدرين : أي الملحق به .
وأقول : فَعْلَى بفاء مفتوحة فعين ساكنة فلام مفتوحة فألف مقصورة مضارعه : يُفَعْلَى نحو سَلْقَى يُسَلْقَى إذا استلقى على قفاه سواء نام أم لا ، وخَنْذَى يُخَنْذَى وخَنْظَى يُخَنْظَى وحَنْظَى يُحَنْظَى وعَنْظَى يُعَنْظَى كلها بمعنى إِذا خرج إِلـى البذاءة وسَلاطة اللسان .
ونظائرها :كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على أربعة أحرف بزيادة الألف المقصورة في آخره .
والمصدر منه له وزنان وهما : فَعْلَيَةً وفَعْلاء نحو : سَلْقَى سَلْقَيَةً وسَلْقَاءً وخَنْذَى خَنْذَيَةً وخَنْذَاءً وخَنْظَى خَنْظَيَةً وخَنْظَاءً وحَنْطَى حَنْطَيَةً وحَنْطَاءً وعَنْظَى عَنْظَيَةً وعَنْظَاءً .
وأفعال هذا الباب تدل على اللزوم نحو : سَلْقَى زيدٌ إذا استلقى على ظهره
ونحو : حَنْظى عمرو إذا ساء بلسانه .
وبعد أن عَدَّد المؤلف أبواب الملحق الرباعي ذكر أن هذه الأبواب تسمى عند الصرفيين بالملحق الرباعي .
ومعنى الإلحاق : اتحاد المصدرين بحيث تزيد في البناء الأصلي زيادة فيتصرف المصدر إلى مصدر آخر منه كما هو واضح من الأمثلة .

أنواع الرباعي المزيد

قال : وثلاثة منها لما زاد على الرباعي المجرد وهو على نوعين:
وأقول : ينقسم الرباعي المزيد الى قسمين :
القسم الأول : الرباعي المزيد بحرف واحد وليس له سوى وزن واحد فقط وهو تَفَعْلَل ومضارعه يَتَفَعْلَل نحو : تَتَعْتَع يَتَتَعْتَعُ وتَحَصْحَصَ يَتَحَصْحَصُ وتَطَأْطَأ يَتَطَأْطَأُ ، والحرف الزائد هو التاء في أوله.
القسم الثاني : الرباعي المزيد بحرفين وله وزنان وهما :
1. افْعَنْلَل بهمزة الوصل وفاء ونون ساكنتين ولام مفتوحة. مضارعه يَفْعَنْلَلُ نحو : احْرَنْجَمَ يَحْرَنْجَمُ وافْرَنْقَعَ يَفْرَنْقَعُ واخْرَنْطَمَ يَخْرَنْطَمُ .
والحرفان الزائدان هما : الهمزة في أوله والنون بين العين واللام الأولى .
2. افْعَلَلَّ ومضارعه يفْعَلِلُّ نحو اقْشَعَرَّ يَقْشَعِرُّ واكْفَهَرَّ يَكْفَهِرُّ واضْمَحَلَّ يَضْمَحِلُّ .
والحرفان الزائدان هما : الهمزة في أوله وتضعيف اللام الثانية في آخره .
وسيأتي إن شاء الله تفصيل ذلك نوعاً نوعاً .

النوع الأول
الرباعي المزيد بحرف

قال النوع الأول : وهو ما زيد فيه حرف واحد على الرباعي المجرد وهو باب واحد ووزنه تَفَعْلَلَ يَتَفَعْلَلُ تَفَعْلُلاً ، موزونه : تَدَحْرَجَ تَدَحْرُجَاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله ، وبناؤه للمطاوعة نحو : دَحْرَجْتُ الحَجَرَ فَتَدَحْرَجَ ذلك الحَجَرُ .
وأقول : تتبع الصرفيون الألفاظ العربية فلم يجدوا للفعل الرباعي المزيد سوى باب واحد وهو باب تَفَعْلَلَ بفتح التاء والفاء واللامين وسكون العين. مضارعه يَتَفَعْلَلُ نحو : تَدَحْرَجَ يَتَدَحْرَجُ وتَزَلْزَلَ يَتَزَلْزَلُ وتَبَصْبَصَ يَتَبَصْبَصُ وتَتَعْتَعَ يَتَتَعْتَعُ وتَحَصْحَصَ يَتَحَصْحَصُ وتَطَأْطَأ يَتَطَأْطَأ وتَوَسْوَسَ يَتَوَسْوَسُ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله.
والمصدر منه له وزن واحد فقط وهو : تَفَعْلُل نحو : تَدَحْرَجَ تَدَحْرُجَاً وتَزَلْزَلَ تَزَلْزُلاً وتَبَصْبَصَ تَبَصْبُصَاً وتَتَعْتَعَ تَتَعْتُعَاً وتَحَصْحَصَ تَحَصْحُصَاً وتَطَأْطَأ تَطَأْطُأً وتَوَسْوَسَ تَوَسْوُسَاً.
وأفعال هذا الباب تدل على التعدية التي تفيد المطاوعة نحو : دَحْرَجَ زيدٌ الحَجَرَ فَتَدَحْرَجَ .
ونحو طَأْطَأَ مُحَمْدٌ رَأْسَهُ فَتَطَأْطَأَ ونحو : وَسْوَسَ الشَّيْطَانُ القلبَ فَتَوَسْوَسَ وهلم جراً .

النوع الثاني
الرباعي المزيد بحرفين

قال النوع الثاني : وهو ما زيد فيه حرفان على الرباعي وهو بابان :
وأقول : سبق ذكر هذا النوع في الكلام على أنواع الرباعي المزيد على سبيل الإشارة وسيأتي ذكر أبوابه مفصلة في التالي .

الباب الأول
افْعَنْلَلَ يَفْعَنْلَلُ

قال الباب الأول : افْعَنْلَلَ يَفْعَنْلِل افْعِنْلالاً ، موزونه : احْرَنْجَمَ يَحْرَنْجَمُ احْرِنْجَامَاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله والنون بين العين واللام الأولى ، وبناؤه للمطاوعة أيضا نحو : حَرْجَمْتُ الإبلَ فَاحْرَنْجَمَ ذلك الإبلُ .
وأقول : افْعَنْلَلَ بكسر همزة الوصل وسكون الفاء والنون وفتح العين واللامين ومضارعه يَفْعَنْلَلُ نحو : احْرَنْجَمَ يَحْرَنْجَمُ وافْرَنْقَعَ يَفْرَنْقَعُ واخْرَنْطَمَ يَخْرَنْطَمُ .
ونظائرها: كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله والنون بين العين واللام الأولى .
وألحقوا بهذا الباب الوزن :افْوَنْعَل نحو احْوَنْصَلَ أي ثنى الطائر عنقه وأخرج حوصلته.
كما ألحقت بهذا الباب ألفاظ نحو افْعَنْلَسَ واعْلَنْكَسَ بمعنى اجتمع ونحوهما بزيادة السين في آخره
والمصدر منه له وزن واحد وهو :افْعِنْلالاً نحو : احْرَنْجَمَ احْرِنْجَامَاً وافْرَنْقَعَ افْرِنْقَاعَاً واخْرَنْطَمَ اخْرِنْطَامَاً واحْوَنْصَلَ احْوِنْصَالاً وافْعَنْلَسَ افْعِنلاسَاً واعْلَنْكَسَ اعْلِنْكَاسَاً.
وأفعال هذا الباب تدل على اللازم الذي يفيد المطاوعة نحو : حَرْجَمْتُ الإبلَ فَاحْرَنْجَمَ ذلك الإبل ، أي زاحمت الإبل فتزاحمت ونحو : فَرْقَعْتُ القَوْمَ فَافْرَنْقَعَ القَوْمُ إذا تفرقوا .
ونحو اخْرَنْطَمَ الرجلُ: عَوَّجَ خُرْطُومَهُ وسكت علـى غضبه، وقـيل: رَفَعَ أَنفَهُ واستكبر ، وهلم جراً.

الباب الثاني
افْعَلَلَّ يَفْعَلِلُّ

قال الباب الثاني : افعَلَلَّ يَفْعَلِلُّ افْعِلالاً موزونه : اقْشَعَرَّ يَقْشَعِرُّ اقْشِعْرَارَاً وعلامته أن يكون ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله ، وحرف آخر من جنس اللام الثانية في آخره وبناؤه لمبالغة اللازم ، لأنه يقال قَشْعَرَ جِلْدُ الرجلِ : إذا انتشر شَعَرُ جِلْدِهْ في الجملة ويقال : اقْشَعَرَّ جِلْدُ الرجلِ إذا انتشر شَعَرُ جِلْدِهْ مبالغةً .
وأقول : افْعَلَلَّ بكسر الهمزة وسكون الفاء وفتح العين واللام الأولى وتضعيف اللام الثانية ومضارعه يَفْعَلِلُّ نحو اقْشَعَرَّ يَقْشَعِرُّ واكْفَهَرَّ يَكْفَهِرُّ واضْمَحَلَّ يَضْمَحِلُّ واطْمَأَنَّ يَطْمَئِنُّ وادْلَهَمَّ يَدْلَهِمُّ واشْمَأَزَّ يَشْمَأِزُّ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله وحرف آخر من جنس اللام الثانية في آخره .
والمصدر منه له وزن واحد هو : افْعِلال نحو : اقْشَعَرَّ اقْشِعْرَارَاً واكْفَهَرَّ اكْفِهْرَارَاً واضْمَحَلَّ اضْمِحْلالاً واطْمَأَنَّ اطْمِئْنَانَاً وادْلَهَمَّ ادْلِهْمَامَاً واشْمَأَزَّ اشْمِأْزَازَاً .
وأفعال هذا الباب تدل على اللازم الذي يفيد المبالغة نحو : اقْشَعَرَّ جِلْدُ زيد إذا انتشر شعر جلده مبالغة .
ونحو : اطْمَأَنَّ عمرو إذا حصل له الاطمئنان البالغ ولا يصح إتيانه متعديا .

ملحقات الرباعي المزيد

قال : وخمسة منها لملحق تدحرج .
وأقول : سبقت الإشارة إلى أن أبواب التصريف خمسة وثلاثون باباً وقد شرحنا منها على سبيل التفصيل ثمانية وعشرين باباً ، منها ستة للثلاثي المجرد واثنا عشر للثلاثي المزيد وواحد للرباعي المجرد وستة للملحق الرباعي المجرد وثلاثة للرباعي المزيد .
وسنشرع الآن في الكلام على ملحقات الرباعي المزيد وهي خمسة أبواب كما أشار إلى ذلك الماتن وإليكها موجزة :
1. تَفَعْلَلَ يَتَفَعْلَلُ نحو : تَجَلْبَبَ يَتَجَلْبَبُ وتَشَمْلَلَ يَتَشَمْلَلُ وتَقَرْفَفَ يَتَقَرْفَفَ.
2. تَفَوْعَلَ يَتَفَوْعَلُ نحو : تَحَوْقَلَ يَتَحَوْقَلُ وتَجَوْرَبَ يَتَجَوْرَبُ وتَتَوْبَلَ يَتَتَوْبَلُ.
3. تَفَيْعَلَ يَتَفَيْعَلُ نحو : تَشَيْطَنَ يَتَشَيْطَنُ وتَبَيْطَرَ يَتَبَيْطَرُ وتَهَيْمَنَ يَتَهَيْمَنُ.
4. تَفَعْوَلَ يَتَفَعْوَلُ نحو : تَرَهْوَكَ يَتَرَهْوَكُ وتَبَلْوَرَ يَتَبَلْوَرُ وتَهَلْوَسَ يَتَهَلْوَسُ.
5. تَفَعْلَى يَتَفَعْلَى نحو : تَسَلْقَى يَتَسَلْقَى وتَخَنْذَى يَتَخَنْذَى وتَخَنْظَى يَتَخَنْظَى.
وتسمى هذه الأبواب بملحق تدحرج نسبة إلى مزيدها الرباعي بحرف واحد وهو : تَفَعْلَلَ الذي يرجع أصله إلى الرباعي المجرد وهو دحرج على وزن : فَعْلَلَ
وسيأتي إن شاء الله تفصيل ملحقات الرباعي المزيد باباً باباً .

الباب الأول
تَفَعْلَلَ يَتَفَعْلَلُ

قال الباب الأول : تَفَعْلَلَ يَتَفَعْلَل تَفَعْلُلاً ، موزونة تجلبب يتجلبب تجلبباً ، وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله ، وحرف آخر من جنس لام فعله في آخره ، وبناؤه للازم نحو : تَجَلْبَبَ زَيدٌ .
وأقول : تَفَعْلَلَ بفتح التاء والفاء واللامين وسكون العين مضارعه : يَتَفَعْلَلُ نحو : تَجَلْبَبَ يَتَجَلْبَبُ وتَشَمْلَلَ يَتَشَمْلَلُ وتَقَرْفَفَ يَتَقَرْفَفُ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله وحرف آخر من جنس لام فعله في آخره ، وليست منه تدحرج يتدحرج وتبعثر يتبعثر لأنهما من المزيد بحرف واحد وهذا الباب يشترط في أفعاله أن تكون اللام الأولى والثانية من جنس واحد كما هو الحال في جلبب يجلبب ونحوها.
ومصدر هذا الباب يرد على وزن واحد وهو : تَفَعْلُل نحو : تَجَلْبَبَ تَجَلْبُبَاً وتَشَمْلَلَ تَشَمْلُلاً وتَقَرْفَفَ تَقَرْفُفَاً .
وأفعال هذا الباب لا تكون إلا لازمة نحو : تَجَلْبَبَ زَيْدٌ ، وتَشَمْلَلَ عمرو ، وتَقَرْفَفَ محمدٌ .

الباب الثاني
تَفَوْعَلَ يَتَفَوْعَلُ

قال الباب الثاني : تَفَوْعَلَ يَتَفَوْعَلُ تَفَوْعُلاً موزونة ، تَجَوْرَبَ يَتَجَوْرَبُ تَجَوْرُبَاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله والواو بين الفاء والعين وبناؤه للازم نحو : تَجَوْرَبَ زَيدٌ .
وأقول : تَفَوْعَلَ بفتح التاء والفاء والعين واللام وسكون الواو مضارعه يَتَفَوْعَلُ نحو : تَحَوْقَلَ يَتَحَوْقَلُ وتَجَوْرَبَ يَتَجَوْرَبُ وتَتَوْبَلَ يَتَتَوْبَلُ وتَقَوْلَبَ يَتَقَوْلَبُ وتَكَوْثَرَ يَتَكَوْثَرُ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله والواو بين الفاء والعين .
والمصدر منه يرد على وزن واحد وهو : تَفَوْعُلنحو : تَحَوْقَلَ تَحَوْقُلاً وتَجَوْرَبَ تَجَوْرُباً وتَتَوْبَلَ تَتَوْبُلاً وتَقَوْلَبَ تَقَوْلُبَاً وتَكَوْثَرَ تَكَوْثُرَاً .
ولا تكون أفعال هذا الباب إلا لازمة ، نحو : تَجَوْرَبَ زيدٌ و نحو : تَحَوْقَلَ عمرو ونحو : تَتَوْبَلَ محمدٌ و ونحو تَقَوْلَبَ القَوْلَبُ ونحو تَكَوْثَرَ الغبار .

الباب الثالث
تَفَيْعَلَ يَتَفَيْعَلُ

قال الباب الثالث :تَفَيْعَلَ يَتَفَيْعَلُ تَفَيْعُلاً ، موزونة : تَشَيْطَنَ يَتَشَيْطَنُ تَشَيْطُنَاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله والياء بين الفاء والعين وبناؤه للازم نحو : تَشَيْطَنَ زيدٌ .
وأقول : تَفَيْعَلَ بفتح التاء والفاء والعين واللام وسكون الياء مضارعه يَتَفَيْعَلُ نحو : تَشَيْطَنَ يَتَشَيْطَنُ وتَبَيْطَرَ يَتَبَيْطَرُ وتَهَيْمَنَ يَتَهَيْمَنُ وتَبَيْقَرَ يَتَبَيْقَرُ وتَسَيْطَرَ يَتَسَيْطَرُ وتَعَيْذَطَ يَتَعَيْذَطُ وتَعَيْضَطَ يَتَعَيْضَطُ وتَهَيْكَلَ يَتَهَيْكَلُ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله والياء بين الفاء والعين .
والمصدر منه يرد على وزن واحد وهو تَفَيْعُل : نحو : تَشَيْطَنَ تَشَيْطُنَاً وتَبَيْطَرَ تَبَيْطُراً وتَهَيْمَنَ تَهَيْمُناً وتَبَيْقَرَ تَبَيْقُراً وتَسَيْطَرَ تَسَيْطُراً وتَعَيْذَطَ تَعَيْذُطاً وتَعَيْضَطَ تَعَيْضُطاً وتَهَيْكَلَ تَهَيْكُلاً . .
وتكون أفعال هذا الباب لازمة :
نحو : تَشَيْطَنَ زيدٌ إذا عمل عمل الشياطين ، ونحو : تَبَيْطَرَ البقرُ إذا تعالجت .
ونحو : تَهَيْكَلَ زيدٌ إذا صار كالهيكل وهلم جراً .

الباب الرابع
تَفَعْوَلَ يَتَفَعْوَلُ

قال الباب الرابع : تَفَعْوَلَ يَتَفَعْوَلُ تَفَعْوُلاً ، موزونة : تَرَهْوَكَ يَتَرَهْوَكُ تَرَهْوُكَاً ، وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله ، والواو بين العين واللام وبناؤه للازم نحو : تَرَهَوَكَ زيدٌ.
وأقول : تَفَعْوَل بفتح التاء والفاء والواو واللام وسكون العين ، مضارعه:يَتَفَعْوَلُ نحو : : تَرَهْوَكَ يَتَرَهْوَكُ وتَبَلْوَرَ يَتَبَلْوَرُ وتَهَلْوَسَ يَتَهَلْوَسُ وتَجَهْوَر يَتَجَهْوَرُ وتَجَدْوَلَ يَتَجَدْوَلُ وتَسَرْوَكَ يَتَسَرْوَكُ .
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله والواو بين العين واللام .
والمصدر منه يرد على وزن واحد هو : تَفَعْوُل نحو : تَرَهْوَكَ تَرَهْوُكَاً وتَبَلْوَرَ تَبَلْوُرَاً وتَهَلْوَسَ تَهَلْوُسَاً وتَجَهْوَر تَجَهْوُرَاً وتَجَدْوَلَ تَجَدْوُلاً .
وترد أفعال هذا الباب لازمة :نحو : تَرَهْوَكَ زيدٌ ، ونحو : تَجَهْوَر
عمروٌ، ونحو : تَهَلْوَسَ عليٌّ ونحوها .

الباب الخامس
تَفَعْلَى يَتَفَعْلَى

قال الباب الخامس :تَفَعْلَى يتَفَعْلَى تَفَعْلِيِاً ، موزونه : تَسَلْقَى يَتَسَلْقَى تَسَلْقِيَاً وعلامته أن يكون ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله والياء في آخره وبناؤه للازم نحو : تَسَلْقَى زيدٌ ، أي نام على قفاه ، أي أن حقيقة الإلحاق في هذه الملحقات إنما تكون بزيادة غير التاء .
مثلاً الإلحاق في تَجَلْبَبَ إنما هو بتكرار الباء والتاء إنما دخلت لمعنى المطاوعة كما كانت في تَدَحْرَجَ لأن الإلحاق لا يكون في أول الكلمة بل في وسطها وآخرها على ما صرح به في شرح المفصل .
وأقول : تَفَعْلَى بفتح التاء والفاء واللام وسكون العين بعدها ألف والمضارع منه يَتَفَعْلَى نحو : تَسَلْقَى يَتَسَلْقَى وتَخَنْذَى يَتَخَنْذَى وتَخَنْظَى يَتَخَنْظَى وتَقَلْسَى يَتَقَلْسَى وتَجَعْبَى يَتَجَعْبَى.
ونظائرها : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله والياء في آخره والمصدر منه يرد على وزن واحد وهو : تَفَعْلِيَاً نحو : تَسَلْقَى تَسَلْقِيَاً وتَخَنْذَى تَخَنْذِيَاً وتَخَنْظَى تَخَنْظِيَاً وتَقَلْسَى تَقَلْسِيَاً وتَجَعْبَى تَجَعْبِيَاً.
وترد أفعال هذا الباب لازمة :
نحو : تَسَلْقَى زيدٌ إذا استلقى على ظهره ، ونحو : تَقَلْسَى عمرو إذا لبس القلنسوة ونحوها .
ثم بين المؤلف رحمه الله بعد ذلك حقيقتين الأولى حقيقة ملحقات الرباعي المزيد مشيراً إلى أن زيادة التاء تفيد المطاوعة كما هو الحال في تَدَحْرَجَ ، نقول جَوْرَبْتُ زيداً فَتَجَوْرَبَ ونحو : بَيْطَرْتُ الإبلَ فَتَبَيْطَرَ ونحو : جَهْوَرْتُ زيداً فَتَجَهْوَرَ.
وقس على ذلك بقية ألفاظ أبواب الملحق الرباعي المزيد .
والحقيقة الثانية أن الزيادة الواردة في هذه الملحقات إما أن تكون في وسط الكلمة وإما في آخرها ولا اعتبار لأولها .
فمثلاً الإلحاق في : تَشَيْطَنَ إنما هو زيادة الوسط وهو الياء على أصل الكلمة إذ أصلها شَطَنَ، والإلحاق في تَجَلْبَبَ إنما هو بتكرار الحرف الأخير وهو الباء على الكلمة إذ أصلها جَلَبَ ، وهلمَّ جراً.

توابع ملحقات الرباعي المزيد

قال : وإثنان لملحق احْرَنْجَمَ .
وأقول : اعلم أن بعض الصرفيين جعلوا ملحقات الرباعي المزيد سبعة بما في ذلك التوابع التي نحن بصددها ومنهم من جعلها خمسة ، وأفرد التوابع تحت مسمى : ملحق احْرَنْجَمَ ، كما فعل ذلك الماتن وكل ذلك يؤدي إلى غرض واحد وهو معرفة ملحقات الرباعي المزيد وأمثلته في العربية ، ونحن نوجزها على ما أختاره رحمه الله فنقول :
توابع ملحقات الرباعي المزيد بابان :
الأول : افْعَنْلَلَ يَفْعَنْلَلُ نحو : اقْعَنْسَسَ يَقَعَنْسَسُ واعْلَنْكَكَ يَعْلَنْكَكُ واسْحَنْكَكَ يَسْحَنْكَكُ .
الثاني : افْعَنْلَى يَفْعَنْلَى نحو : اسْلَنْقَى يَسْلَنْقَى واحْبَنْطَى يَحْبَنْطَى واسْرَنْدَى يَسْرَنْدَى.
وسيأتــــــي إن شاء الله تفصيلهما باباً باباً .

الباب الأول
افْعَنْلَلَ يَفْعَنْلَلُ

قال الباب الأول : افْعَنْلَلَ يَفْعَنْلَلُ افْعِنْلالاً ، موزونة : اقْعَنْسَسَ يَقَعَنْسَسُ اقْعِنْسَاسَاً وعلامته أن يكون ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله والنون بين العين واللام وحرف آخر من جنس لام فعله في آخره وبناؤه لمبالغة اللازم لأنه يقال قَعَسَ الرَّجُلُ : إذا خرج صدره في الجملة ويقال اقْعَنْسَسَ الرَّجُلُ : إذا خرج صدره ودخل ظهره مبالغة .
وأقول : افْعَنْلَلَ بكسر الهمزة وسكون الفاء والنون وفتح العين واللامين مضارعه :يَفْعَنْلَلُ نحو : اقْعَنْسَسَ يَقَعَنْسَسُ واعْلَنْكَكَ يَعْلَنْكَكُ واسْحَنْكَكَ يَسْحَنْكَكُ وهو خلاف وزن احْرَنْجَمَ لأن اقْعَنْسَسَ احدى لامية زائدة للإلحاق خلافا‏ً لـ :احْرَنْجَمَ فإنهما أصليتان ، وقس على ذلك بقية الألفاظ.
ونظائر هذا الباب : كل فعل ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله والنون بين العين واللام وحرف آخر من جنس لام فعله في آخره .
والمصدر منه يرد على وزن واحد وهو :افْعِنْلال نحو : اقْعَنْسَسَ اقْعِنْسَاسَاً واعْلَنْكَكَ اعْلِنْكَاكَاً واسْحَنْكَكَ اسْحِنْكَاكَاً .
وترد أفعال هذا الباب لازمة تفيد المبالغة :
نحو : اقْعَنْسَسَ الرجلُ : إذا أخرج صدره وأدخل ظهره
ونحو : اعْلَنْكَكَ القَوْمُ إذا اجتمعوا ونحو : اسْحَنْكَكَ الليلُ إذا اشتدّت ظُلْمتُه .

الباب الثاني
افْعَنْلَى يَفْعَنْلَى

قال الباب الثاني :افْعَنْلَى يَفْعَنْلَى افْعِنْلاءً ، موزونة اسْلَنْقَى يَسْلَنْقَى اسْلِنْقَاءً وعلامته أن يكون ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله والنون بين العين واللام في آخره وبناؤه للازم نحو : اسْلَنْقَى زيدٌ .
وأقول : افْعَنْلَى بكسر همزة الوصل وسكون الفاء والنون وفتح العين واللام بعدها ألف مقصورة في أخره ، مضارعه يَفْعَنْلَى نحو : اسْلَنْقَى يَسْلَنْقَى واحْبَنْطَى يَحْبَنْطَى واسْرَنْدَى يَسْرَنْدَى واعْلَنْدَى يَعْلَنْدَى واغْرَنْدَى يَغْرَنْدَى .
وأصل اسْلَنْقَى : اسْلَقَى زِيْدَ فيه الهمزة والنون والياء المنقلبة ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار : اسْلَنْقَى على وزن : افْعَنْلَى ، وقس على ذلك بقية الألفاظ .
ونظائر هذا الباب : كُلُّ فِعْلٍ ماضيه على ستة أحرف بزيادة الهمزة في أوله والنون بين العين واللام في آخره .
والمصدر منه يرد على وزن واحد فقط وهو : افْعِنْلاء نحو : : اسْلَنْقَى اسْلِنْقَاءً واحْبَنْطَى احْبِنْطَاءً واسْرَنْدَى اسْرِنْدَاءً واعْلَنْدَى اعْلِنْدَاءً وأمثالها .
وترد أفعال هذا الباب لازمة .
نحو : اسْلَنْقَى زيدٌ : إذا استلقى على ظهره ، ونحو : احْبَنْطَى خَلِيلٌ إذا انتفخ بطنه.
ونحو : اغْرَنْدَى عمرو إذا غلبه النعاس .

أقسام الفعل الثلاثي المجرد
إلى سالم وغير سالم

قال : ثم اعلم أن الفعل المنحصر في هذه الأبواب : إما ثلاثي مجرد سالم نحو : كَرُمَ ، وإما ثلاثي مجرد غير سالم نحو : رضي
وأقول ينقسم الفعل الثلاثي المجرد من حيث السلامة وعدمها إلى قسمين :-
الأول : الفعل الثلاثي المجرد السالم : وهو كل فعل ثلاثي سلمت أصوله من أحرف العلة والهمزة والتضعيف نحو : شَرِبَ وكَرُمَ وجَلَسَ ، وكُتِبَ ، وعَلِمَ ، وسَكَتَ .
الثاني : الفعل الثلاثي المجرد الغير سالم : وهو ما لم تسلم أصوله من أحرف العلة والهمزة والتضعيف وهو ثلاثة أضرب :
1. ثلاثي مجرد معتل : وهو ما اعتلت فاؤه أو عينه أو لامه فالأول نحو : وَعَدَ ووَثَبَ ويَسَرَ والثاني نحو : قَالَ وسَالَ وثَابَ والثالث نحو : رَمَى وطَغَى وسَبَى وغَزَا .
2. ثلاثي مجرد مهموز : وهو ما كان أحد أصوله همزة نحو : أَمَرَ وسَأَلَ وقَرَأَ .
3. ثلاثي مجرد مَضَعَّف : وهو ما كانت عينه ولامه من جنس واحد نحو : جَدَّ وصَدَّ وسَرَّ ومَدَّ .

أقسام الفعل الثلاثي المزيد
إلى سالم وغير سالم

قال : وإما ثلاثي مزيد سالم نحو : أكرم وإما ثلاثي مزيد فيه غير سالم نحو : أَوْعَدَ.
وأقول ينقسم الفعل الثلاثي المزيد من حيث السلامة وعدمها إلى قسمين :
الأول : الفعل الثلاثي المزيد السالم وهو : كل فعل ثلاثي مزيد سلمت أصوله من أحرف العلة نحو : أَكَرَمَ وأَعَلَمَ واسْتَخْرَجَ وتَقَاتَلَ فهذه الألفاظ ونحوها سلمت أصولها الثلاثية من الاعتلال ألا ترى أن أصولها الثلاثية هي : كرم وعلم وخرج وقتل وهي أفعال ثلاثية سالمة في الأصل .
الثاني : الفعل الثلاثي المزيد الغير سالم : وهو كل فعل ثلاثي مزيد لم تسلم أصوله من أحرف العلة نحو : أَوْعَدَ وأَوْهَمَ وتَبَايَعَ فهذه الألفاظ ونحوها لم تسلم أصولها من الاعتلال ألا ترى أن أصولها الثلاثية هي وَعَدَ ووَهِمَ وبَاعَ وهي أفعال ثلاثية معتلة .

أقسام الفعل الرباعي المجرد
إلى سالم وغير سالم

قال : وإما رباعي مجرد سالم نحو : دَحْرَجَ وإما رباعي غير سالم نحو : وَسْوَسَ .
وأقول : ينقسم الفعل الرباعي من حيث سلامة فعله وعدمها إلى قسمين :-
الأول : الفعل الرباعي السالم وهو ما سلمت أصوله من أحرف العلة والهمزة والتضعيف نحو : دَحْرَجَ وزَلْزَلَ ودَرْبَخَ وجَعْفَلَ وبَسْمَلَ .
الثاني : الفعل الرباعي الغير سالم : وهو مالم تسلم أصوله من أحرف العلة والهمزة.
مثاله معتلاً نحو : وَسْوَسَ وحَوَقَلَ وشَيْطَنَ وبَيْطَرَ.
ومثاله مهموزاً نحو : طَأْطَأَ .

أقسام الفعل الرباعي المزيد
إلى سالم وغير سالم

قال: وإما رباعي مزيد فيه سالم نحو : تَدَحْرَجَ وإما رباعي مزيد فيه غير سالم نحو : تَوَسْوَسَ ويقال لهذه الأقسام “الأقسام الثمانية”
وأقول : ينقسم الفعل الرباعي المزيد من حيث سلامة فعله وعدمها إلى قسمين :
الأول : الفعل الرباعي المزيد السالم وهو ما سلمت أصوله من أحرف العلة والهمزة نحو : تَدَحْرَجَ وتَزَلْزَلَ وتَدَرْبَخَ وتَبَصْبَصَ.
الثاني : الفعل الرباعي المزيد الغير سالم : وهو الذي ما لم تسلم أصوله من أحرف العلة والهمزة .
مثاله معتلاً نحو : تَوَسْوَسَ وتَحَوْقَلَ .
ومثاله مهموزاً نحو : تَطَأْطَأَ .
ثم ذكر المؤلف أن هذه التقسيمات تسمى بالأقسام الثمانية وهي : اثنان للثلاثي المجرد واثنان للثلاثي المزيد واثنان للرباعي المجرد واثنان للرباعي المزيد وقد سلف بيان كل قسم من هذه الأقسام في موضعه بما لا حاجة لإعادته .

تقسيم الفعل
إلى صحيح ومعتل

قال : واعلم أن كل فعل إما صحيح وهو الذي ليس في مقابلة فاءه وعينه ولامه حرف من حروف العلة وهي الواو والياء والألف والهمزة والتضعيف نحو : نَصَرَ وإما معتل وهو الذي يكون في مقابلة فاءه وعينه ولامه حرف من حروف العلة نحو : وَعَدَ وقَالَ وطَغَى .
وأقول : ينقسم الفعل من حيث الصحة والإعلال إلى قسمين :
الأول : الفعل الصحيح وهو الذي سلمت أصوله من أحرف العلة والهمزة والتضعيف نحو : ذَهَبَ وشَرِبَ وعَلِمَ ودَحْرَجَ وزَلْزَلَ وبَرْهَنَ .
وأحرف العلة ثلاثة وهي : الواو والياء والألف .
الثاني : الفعل المعتل وهو الذي لم تسلم أصوله من أحرف العلة نحو : وَعَدَ وقَالَ وطَغَى وهَوَى وما أشبه ذلك وقد عرفه ابن مالك في الخلاصة بقوله :
وأَيُّ فِعْلٍ آخِرٌ مٍنهُ أَلِفْ أَوْ وَاوٌ اويَاءٌ فَمُعْتَلاً عُرِفْ
وهناك قسم آخر وهو الفعل المضاعف وسيأتي الكلام عليه في موضعه إن شاء الله .

أقسام الفعل المعتل

قال : مثال وهو الذي يكون في مقابلة فائه حرف من حروف العلة نحو : وَعَدَ ويَسَرَ وإما أجوف وهو الذي يكون في مقابلة عينه حرف من حروف العلة نحو : قَالَ وكَالَ وإما ناقص وهو الذي يكون في مقابلة لامه حرف من حروف العلة نحو : غَزَا ورَمَى ، وإما لفيف وهو الذي يكون فيه حرفان من حروف العلة وهو على قسمين :
الأول : اللفيف المقرون وهو الذي يكون في مقابلة عينه ولامه حرفان من حروف العلة نحو : طَوَى .
والثاني : اللفيف المفروق وهو الذي يكون في مقابلة فائه ولامه حرفان من حروف العلة نحو : وَقَى .
وأقول : ينقسم الفعل المعتل إلى أربعة أنواع :
الأول : المثال وهو كل فعل ثلاثي اعتلت فاؤه نحو : وَعَدَ ووَضَعَ ووَهَمَ ويَسَرَ وسمي مثالاً لأنه مثل الفعل الماضي الصحيح في عدم إعلال آخره .
الثاني : الأجوف وهو كل فعل اعتلت عينه نحو : قَالَ وكَالَ وسَالَ وبَالَ ومَالَ ونظائرها وسمي بالأجوف لكون الاعتلال في الوسط فهو أجوف الكلمة لأن قبله وبعده حرفي العلة .
الثالث : الناقص وهو كل فعل اعتلت لامه نحو : غَزَا ورَمَى وطَغَى وجَفَى وسمى ناقصاً لأنه نقص من أصوله الصحيحة حرف معتل في آخره وقيل لجواز حذف آخره كما في اسم الفاعل منه تقول : غَازِي ورَامِي وطَاغِي وعند الحذف تقول : غازٍ ورامٍ وطاغٍ ونحو ذلك .
الرابع : اللفيف وهو ضربان :
الضرب الأول : لفيف مقرون وهو كل فعل اعتلت عينه ولامه سمي بذلك لاقتران حرفي العلة في آخره نحو : هَوَى وطَغَى وشَوَى ورَوَى وكَوَى .
الضرب الثاني : لفيف مفروق وهو كل فعل اعتلت فاؤه ولامه نحو : وَقَى ووَعَى ووَفَى وسمي مفروقاً لأن عينه حرفٌ صحيحٌ فَرَّق بين حرفي العلة كما مثلنا .

المضاعف وحقيقة الإدغام فيه

قال : وإما مضاعف وهو الذي يكون عينه ولامه من جنس واحد نحو : مَدَّ ، أصله مَدَدَ حذفت حركة الدال الأولى ثم أدغمت في الدال الثانية ، والإدغام إدخال أحد المتجانسين في الآخر وهو ثلاثة أنواع .
وأقول : المضاعف كل فعل اتحدت عينه ولامه من جنس واحد نحو : فَرَّ، وجَدَّ ، وعَضَّ وما أشبه ذلك ، وأفعاله ترد على ثلاثة أبواب وهي باب ضَرَبَ ، ونَصَرَ وفَرِحَ نحو : فَرَّ يَفِرُّ وجَدَّ يَجِدُّ وعَضَّ يَعَضُّ .
وأصل هذه الكلمات : فَرَرَ وجَدَدَ وعَضَضَ حيث حذفت حركة الحرف الثاني من كل كلمة ثم أدغمت في الثالث منها فصارت حرفاً واحداً مشدداً كما هو ملاحظ في الكلمات .
والإدغام لغة : الإدخال أو الضم واصطلاحاً : كما عرفه المؤلف بقوله : إدخال أحد المتجانسين في الآخر .
والأولى أن يقال : إدخال أحد المتجانسين أو المتقاربين في الآخر بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً.
والتجانس بمعنى التماثل كمماثلة الدال الأولى للدال الثانية في نحو : مدَّ وشدَّ وكمماثلة الراء الأولى للراء الثانية في نحو : فرَّ ومرَّ .
والتقارب : كتقارب مخرجي النون الساكنة واللام عند التقاءهما مدغمتين نحو :من لم وكذلك النون الساكنة مع الياء نحو :لن يؤمن.
وقد تعرض أغلب الصرفيين للكلام عن التجانس دون التقارب لشهرة الثاني في علم القراءات دون الأول ولذا نلاحظ أن الأمثلة التي ساقها تختص بإدغام التجانس ليس غير .
وهو ثلاثة أنواع : واجب وجائز وممتنع وسيأتي بيانها نوعاً نوعاً.

النوع الأول
الإدغام الواجب

قال : النوع الأول واجب وهو أن يكون الحرفان المتجانسان متحركين أو يكون الحرف الأول ساكناً والحرف الثاني متحركاً نحو : مَدَّ يَمُدُّ .
وأقول : اعلم علمني الله وإياك أن للإدغام الواجب صوراً أشهرها ثلاث صور .
الصورة الأولى : فيما إذا كان الحرفان المتجانسان متحركين نحو : مَدَّ يَمُدُّ وشَدَّ يَشُدُّ .
وأصلها : مَدَدَ يَمْدُدُ وشَدَدَ يَشْدُدُ .
ويشترط في هذه الصورة أن يكون الحرفان في كلمة واحدة .
الصورة الثانية : فيما إذا كان الحرف الأول ساكناً والحرف الثاني متحركاً نحو : كَلَّمَ عَلَّمَ .
أصلهما : كَلَلَمَ – عَلَلَمَ ولدفع الثقل لوجود توالي أربع متحركات ادغم أحد المتجانسين في الآخر .
ولا يشترط في هذه الصورة أن يكون الحرفان في كلمة واحدة بل قد يجب الإدغام أيضاً في كلمتين نحو : ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ ونحو : لَمْ يَزْرَعْ عَلِي حيث أدغمت باء يغتب في باء بعضكم وأدغمت عين يزرع في عين علي .
الصورة الثالثة : أن تكون على صيغة التعجب : أَفْعِلْ بِهْ نحو :أَضْرِبْ بِهْ ، واحْمِدْ دِيْنَك .

النوع الثاني
الإدغام الجائز

قال : النوع الثاني جائز وهو أن يكون الحرف الأول من المتجانسين متحركاً والحرف الثاني ساكناً بسكون عارض نحو : لَمْ يَمُدَّ ، بحركات الدال الثانية أصله لَمْ يَمْدُدْ فنقلت حركة الدال الأولى إلى الميم ثم حركت الدال الثانية إما بالفتح أو بالضم أو بالكسر لكون سكونها عارضاً.
وأقول : للإدغام الجائز صور عديدة وقد ذكر المؤلف صورة واحدة والمقام يتطلب إلى ذكر أشهرها فنقول أشهر صور الإدغام الجائز خمس صور :
الصورة الأولى :
فيما إذا كان الأول من المتجانسين متحركاً والثاني ساكناً بسكون عارض جاز فيه الإدغام نحو : لَمْ يَمُدَّ ، لَمْ يَمُرَّ .
أصل : لَمْ يَمُدَّ لَمْ يَمْدُدْ حيث نقلت حركة الدال الأولى إلى الميم ثم حركت الثانية فيجوز الإدغام ونقول : لَمْ يَمُدَّ وكذلك الحال في : لَمْ يَمُرَّ وهذه الصورة هي التي ذكرها الماتن رحمه الله .
ويدخل في ذلك : الفعل الأمر المبني على السكون بشرط أن يكون مضاعفاً نحو : مُرَّ وشُدَّ
ونقول في الفك : امْرُرْ و اشْدُدْ .
الصورة الثانية :
فيما إذا تحرك الحرفان المتجانسان وكانا في كلمتين نحو : بَلَغَ غَضَبُكَ زيداً و نحو : هَضَمَ مَجْدُكَ .
وهنا جاز الإدغام للضابط السابق فَبَلَغَ غَضَبُكَ فيه العين الأولى والثانية متحركتان وهَضَمَ مَجْدُكَ فيه الميم الأولى والثانية متحركتان.
الصورة الثالثة :
فيما إذا وجد فعل ماضي مبدوء بتاء أصلية وصُدِّرَ بحرف التاء الزائدة نحو : تتابع وتتافل جاز فيه إدغام التاء الأولى في الثانية فتقول : أَتَّابَعَ وأَتَّافَلَ .
الصورة الرابعة :
فيما إذا كان الفعل ماضياً والحرفان ياءين جاز فيه الإدغام نحو : حَيْيَ تدغم فنقول :حَيَّ .
الصورة الخامسة :
فيما إذا كان الفعل ماضياً على صيغة : افْتَعَل وكان حرفا الادغام تاءين جاز الادغام بشرط أن يتحول على صيغة فَعَّل التي مضارعها :يَفَعَّلُ بفتح الياء نحو : افْتَتَرَ واقْتَتَلَ فيدغم وتقول : فَتَّر وقَتَّلَ .

النوع الثالث
الإدغام الممتنع

قال النوع الثالث : ممتنع وهو أن يكون الأول من المتجانسين متحركاً والثاني ساكناً بسكون أصلي نحو : مَدَدْتُ ومَدَدْنَ .
وأقول : للإدغام الممتنع صور كثيرة وهو الأكثر صوراً من الواجب والجائز وقد أكتفى المؤلف بذكر واحدة منها ولتمام الفائدة نشير إلى أشهر تلك الصور وهي كالتالي :
الصورة الأولى :
فيما إذا كان الحرف الأول من المتجانسين متحركاً والثاني ساكناً بسكون أصلي .
مثاله في كلمة : مَدَدْتُ ، ومَدَدْنَ ، ومَرَرْتُ .
ومثاله في كلمتين : يَعْمَلُ الْعَامِلُونُ .
وفي هذه الصورة يمتنع الإدغام كما هو مبين سواء كان ذلك في كلمة أو كلمتين وهذه الصورة هي المذكورة في المتن .
الصورة الثانية :
فيما إذا كان الحرفان في كلمتين ، في الأولى حرف مد ساكن وفي الثانية مثله من أصل الكلمة إلا أنه متحرك امتنع الإدغام نحو : يَأْتِيْ يَحْيَى ، ونحو : يَدْنُوْ وَهِيْبُ ، ونحو : يَبْكِيْ يَافِثْ .
الصورة الثالثة :
فيما إذا كان الحرفان المتجانسان في كلمتين قبلهما سكون امتنع الإدغام أيضاً نحو : مَجْدُ دُنِيَا ، ونحو : قَبْرُ رَامِي ، ونحو : بَيْتُ تَامِرُ .
الصورة الرابعة :
فيما إذا اشتملت الكلمة على ثلاثة متجانسات قبلها متحرك امتنع الإدغام نحو : بَرَّرَ ونحو قَرَّرَ
الصورة الخامسة : يمتنع الإدغام فيما إذا كانت الكلمة اسما على وزن : فُعَل بضم الفاء وفتح العين وتَجَانَسَ عين الكلمة ولامها نحو : دُرَر وحُلَل أو على وزن : فَعَل بفتح الفاء والعين نحو : شَلَل ومَلَل أو على وزن : فُعُل بضم الفاء والعين نحو : سُرُر وقُلُل أو على وزن فِعَل بكسر الفاء وفتح العين نحو حِلَل ورِهَم0
الصورة السادسة :
فيما إذا كانت الكلمة على وزن مُلحق : دَحْرَجَ من بابه الخامس الذي وزنه : فَعْلَلَ أو مُلحق احْرَنْجَمَ من بابه الأول الذي وزنه : افْعَنْلَلَ امتنع الإدغام .
ومثاله على وزن ملحق دحرج نحو : جَلْبَبَ وشَمْلَلَ .
ومثاله على وزن ملحق احْرَنْجَمَ نحو : اقْعَنْسَسَ والتجانس في الحرفين الآخرين من الكلمة نفسها فليتفطن لذلك .

تَتِمَّــةٌ
في الفعل المهموز
قال : وإما مهموز .
وأقول : اعلم علمني الله وإياك أن ذِكْر الفعل المهموز في هذه الفصل جاء إتماماً لأنواع الفعل وقد سبق الكلام على ستة منها :
وهي الصحيح والمضعف والمثال والأجوف والناقص واللفيف وقد مثلنا لهذه الأنواع بأمثلة مختلفة وفي هذه الخاتمة ذكر الماتن النوع السابع وهو المهموز .
وحقيقته : كل فعل فيه أحد حروفه الأصلية همز وينقسم إلى ثلاثة أضرب :
1. مهموز الفاء نحو : أَخَذَ وأَمَرَ وأَكَلَ وأَهْمَلَ .
2. مهموز العين نحو : سَأَلَ .
3. مهموز اللام نحو : قَرَأَ وبَرَأَ .
ويسمي الصرفيون أقسام الفعل السالفة الذكر بالأقسام السبعة

يجمعها قول بعضهم :
صَحَيْحَسْتْ مَثَالَسْتْ مُضَاعَفْ لَفِيْفُ نَاقِصُ مُهْمُوزُ أَجْوفْ
وقوله : “صَحَيْحَسْتْ ” قصد به الفعل الصحيح وقوله : “مَثَالَسْتْ” قصد به المثال ، والبقية مذكورة بلفظها فأغنانا ذلك عن ذكر المقصود .
انتهى ما تيسر شرحه على متن بناء الأفعال للدتفزي ويليه مبحث الأسماء
وبعض الأحكام المهمة إتماماً للفائدة .

المبحث الثاني : الأسـماء

الإسم لغة : ما دل على مسمَّى .
واصطلاحاً : كلمة دلت على معنى في ذاتها ولم تتعلق بزمان نحو: رجل ، ومكة، وزيد، وأسد، وبقرة، ونار .
فكل هذه ونحوها أسماء دلت على معاني ذاتية حسب وضعها وليس الزمان داخلاً فيها ويرد صحيحاً ومقصوراً وممدوداً ومنقوصاً وهو إما مجرد ومزيد وإما جامد ومشتق .

التقسيم الأول للاسم
تقسيمه إلى صحيح ومقصور وممدود ومنقوص

ينقسم الاسم من حيث هيئته الصورية إلى أربعة أقسام :
الأول : الاسم الصحيح وهو كل اسم لم يكن آخره ألف أو ياء لازمة أو همزة قلبت ألفاََزائدة نحو بَيْت ونُوْر وبَقَرَة وقَمَر .
الثاني : الإسم المقصور وهو كل اسم آخره ألف لازمة نحو : فَتَى ومُصْطَفَى ومُرْتَضَى ونحوهما0
الثالث : الإسم الممدود وهو كل اسم معرب آخره همزة قبلها ألف زائدة نحو بِنَاء وصَحَرَاء وحَمْرَاء وإِلْقَاء 0
الرابع : الإسم المنقوص وهو كل اسم معرب آخره ياء لازمة نحو : قَاضِي وغَازِي وسَارِي وبَارِي وداعي ويشترط أن لا تكون الياء مشددة قبلها كسر فإنها إن كانت كذلك لم يكن الاسم مما يقبل النقص لأن أصله غير منقوص نحو : أَخِي وأَبِي وعَمِّي وجَدِّي فالياء هذه هي ياء المتكلم والأسماء صحيحة ألا ترى أن أصلها : أَخٌ وأَبٌ وعَمٌّ وجَدٌّ 0

فصل
تثنية الأسـماء

يتم تثنية الأسماء بأقسامها الأربعة المذكورة بالتالي :
1- الصحيح
ويتم بزيادة ألف ونون على مفرده في حالة الرفع أو ياء ونون مزيدتين في حالتي النصب والجر 0
نحو : بَيْتَان ونُوْرَان وقَمَرَان وزَيْدَان ونحو ذلك 0
2- المقصور
ويتم تثنيته بنفس قاعدة الصحيح إلا أنه لا يمكن اجتماع ألفين ألف المقصور وألف التثنية ولذلك فلابد من قلب ألف المقصور إلى ياء أو واو 0
فتقلب إلى ياء فيما إذا سبقت بحرفين أو ثلاثة ما لم يكن أصلها واوا نحو : فَتَى وهُدَى ، ونحو مُرْتَضَى ومُصْطَفَى ، ونحو سُمَا وعَصَا .
تقول: فَتَيَان وهُدَيَان ومُرْتَضَيَان ومُصْطَفَيَان 0
وتقول فيما أصله واو : سَمَوَان وعَصوَان .
3- الممدود0
ومحور التثنية فيه يدور حول الهمزة وذلك إما بإثباتها وجوباً أو جوازاً أو بقلبها واواً وجوباً فتثبت وجوباً فيما إذا كانت من أصل الكلمة نحو : سَرَّاء وضَرِّاء .
تقول : سَرَّاءَان وضَرَّاءَان 0
وتثبت جوازاً مع جواز حذفها وقلبها واواً فيما إذا كانت مبدلة من حرف أصلي نحو : بَهَاء ودُعَاء فأصل الكلمتين بَهَاوْ ودُعَاوْ حيث والهمزة مبدلة من الحرف الأصلي وهو الواو .
فتقول بالإثبات : بَهَاءَان ودُعَاءَان 0
ويجوز الحذف مع القلب فنقول : بَهَاوَان ودُعَاوَان بحذف الهمزة وإبدالها واواً تبعا للأصل.
4- المنقوص
وتثنيته حسب قاعدة الصحيح غير أنه إذا حذف آخره في المفرد وجب ذكره في التثنية نحو القَاضِي والغَازِي .
تقول القَاضِيَان والغَازِيَان وعند الحذف : قَاضٍ وغَازِِ .
تقول : قَاضِيَان وغَازِيَان بذكر المحذوف وجوباً0

فصل
جمع الأسمـاء جمعاً مذكراً سالماً

ويتم جمعها : جمع المذكر السالم حسب أنواعها كالتالي :
1،2-الصحيح والمقصور
يجمع الجمع المذكر السالم منهما بزيادة الواو والنون في حالة الرفع ، والياء والنون في حالتي النصب والجر إلا أنها تحذف ألف المقصور وجوبا وتبقى الفتحة دليلا على المحذوف
مثال الصحيح : مُسْلِم مُسْلِمُون ، ومُذْنِبْ مُذْنِبُون
مثال المقصور : مُرْتَضَى مُرْتَضَون ، ومُصْطَفَى مُصْطَفَون .
3- الممدود
ويتم جمع الممدود جمع المذكر السالم بإثبات الهمزة إن كانت أصلية نحو : سَرَّاء سَرَّاءُون ، وضَرَّاء ضَرَّاءُون .
أو بقلبها واواً إن كانت زائدة نحو : حَمْرَاء حَمْرَاوُون وصَحْرَاء صَحْرَاوُون .
أو بجواز الإبقاء أو القلب حسب قواعد الإعلال إذا كانت مبدلة من حرف أصلي نحو : بَهَاء
بَهَاءُ ون ، ودُعَاء دُعَاءُ ون بإثبات الهمزة .
ومثال حذفها وقلبها واواً نحو بَهَاوُون ودُعَاوُون 0
4 ـ المنقوص
ويتم جمعه جمع المذكر السالم بحذف ياء المفرد حال جمعه وتبقى حركة المناسبة دليلا على المحذوف حيث يناسب واو الجمع ضم ما قبلها نحو: قَاضُون وغَازُون إلا في حالتي النصب والجر فإن الياء لا يناسبها إلا كسر ما قبلها نحو رأيت قَاضِيْنِ ، ومررت بِالقَاضِيْنِ 0

فصل
جمع الأسمـاء جمعاً مؤنثاً سالماً

ويتم جمعها جمع المؤنث السالم بزيادة ألف وتاء ويجري عليها ما يجري على المثنى في الأربعة الأنواع : تقول في الصحيح : زَيْنَب زَيْنَبَات ،وهِنْد هِنْدَات، وحَمَّام حَمَّامَات، واصْطَبْل اصْطَبْلات .
وتقول في المقصور : حُبْلَى حُبْلَيَات، ومُصْطَفَى مُصْطَفَيَات،ونَدَى نَدَيَات ،وفَتَى فَتَيَات .
وتقول في الممدود :
سَرَّاء سَرَّاءَات ، وضَرَّاء ضَرَّاءَات، وحَمْرَاء حَمْرَاوَات ، وسَمْرَاء سَمْرَاوَات.
وتقول في المنقوص :
قَاضِي قَاضِيَات ،وغَازِيَة غَازِيَات وهلمَّ جراً .

فصل
جمع الأسمـاء جمع تكسير

وهو ما تغيرت فيه صيغة الواحد إما بزيادة كصِنْو وصِنْوَان أو بنَقْص كتُخَمَة وتُخَم أو بتبديل شَكْل كأَسَد وأُسْد أو يزيادة وتبديل شَكْل كرجل ورجال أو بنقص وتبديل شكل كرَسُول ورُسُل أو بهن كغلام وغِلْمَان وهو جمعان الأول : جمع القلة وهو من الثلاثة إلى العشرة وأوزانه أربعة وهي : أفْعُل نحو : أَفْلُس وأَفْعَال نحو : أَثْوَاب وفِعْلَة نحو :غِلْمَة وأَفْعِلَة نحو : أَعْمِدَة وعلى ذلك فقس .
والثاني : جمع الكثرة وهي من الثلاثة إلى ما لا نهاية وأوزانه ثلاثة وعشرون وزناً وهي : فُعْل : نحو حُمْر وفُعُل نحو صُبُر وفُعَل نحو بُهَم وفِعَل نحوصِوَر وفُعَلَة نحو قُضَاة جمع لقَاضِي وفَعَلَة نحو سَحَرَة وفِعْلان نحو غِلْمَان وفِعَلَة نحو قِرَطَة وفُعَّل نحو صُوَّم و فُعَّال نحو صُوَّام وفِعَال نحو ذِئَاب وفُعُول نحو نُمُور وفِعْلان نحو جِرْذَان وفُعْلان نحو رُكْبَان وفُعَلاء كُرَمَاء وأَفْعِلاء نحوأَصْدِقَاء وفَواعِل نحو جَوْاهِر وفَعَائِل نحوعَجَائِز وفَعَالِى نحوصَحَارِي وفَعَالَى نحوعَطَاشَى وفَعَالِىَّ نحوكَرَاسِيَّ وفَعَالِل نحو سَرْادِح وشبه فَعَالِل وسيأتي توضيح ذلك كله وزناً وزناً .

أوزان جموع القِلَّة والكَثْرَة

وأوزان جموع القِلَّة أربعة :
الأول : أفْعُل نحو : أَفْلُس وأَعْيُن وأَسْيُف وأَكْلُب ونحوها .
الثاني : أَفْعَال نحو : أَثْوَاب وأَعْمَال وأَحْبَاب وأَسْبَاب وهلمَّ جراً .
الثالث : فِعْلَة نحو :غِلْمَة وفِتْيَة وصِبْيَة وثِنْيَة وما شابهها .
الرابع : أَفْعِلَة نحو : أَعْمِدَة وأَطْعِمَة وأَشْرِبَة وأَسْقِيَة ونحوها .
وما عدا ذلك فجموع كثرة وهي كالتالي :
الأول فُعْل : بضم أوله وسكون ثانيه وهو جمع لشيئين :
أحدهما أَفْعَل مقابل فَعْلاء كأَحْمَر أو ممتنعة مقابلته لها لمانع خلقى نحو أَكْمَر وآدَر ، تقول : حُمْر وكُمْر وأُدْر وثانيهما فَعْلاء مقابلة أَفْعَل كحَمْرَاء أو ممتنعة مقابلتها له لمانع خلقى كرَتْقَاء وعَفْلاء ، تقول : رُتْقٌ وعُفْلٌ .
الثاني فُعُل بضمتين وهو مطرد في شيئين في وصف على فَعُول بمعنى فَاعِل كصَبُور وغَفُور وهو اسم رباعي بمده قبل لام غير معتلة من فَعِيل وصفا للفاعل كمَريض تقول : صُبُر وغُفُر ومُرُض.
الثالث فُعَل كزُمَن وغُرَف وبُهَم .
الرابع فِعَل كصِوَر جمع صورة وفِرَى جمع فِرْية ولِحَى جمع لِحْيَة.
الخامس فُعَلَة كقُضَاة جمع لقَاضِي وغُزَاة جمع لغِاز .
السادس فَعَلَة كسَحَرَة جمع لِسَاحِر وبَرَرَة جمع لِبَار .
السابع فِعْلان كغِلْمِان جمع غُلام وغِزْلان جمع غَزَال .
الثامن فِعَلَة بكسر أوله وفتح ثانيه وهو كثير في فُعْل اسما بضم الفاء نحو قُرْط ودُرْج وكُوْز ودُبّ وقليل في اسم على فَعْل بفتح الفاء نحو غَرْد أو بكسرها نحو قِرْد وقلَّ أيضا في نحو ذِكْر وهَادِر ، تقول في الجميع : قِرَطَة ودِرَجَة وكِوَزَة ودِبَبَة وغِرَدَة وقِرَدَة وهِدَرَة .
التاسع فُعَّل بضم أوله وتشديد ثانيه مفتوحا وهو لوصف على فَاعِل أو فاعلة صحيحي اللام كضَارِب وصَائِم ومؤنثيهما وندر في نحو غَازٍ وعَافٍ كما ندر في نحو خَرِيْدَة ونُفَسَاء ورَجُل أَعْزَل تقول : صُوَّم وضُرَّب وغُزَّى وعُفَّى وخُرَّد ونُعَّس وعُزَّل .
العاشرفُعَّال بضم أوله وتشديد ثانيه وهو لوصف على فَاعِل اللام كصَائِم وقَائِم وقارئ وندر في فَاعِلَه كقوله :
وقد أَرَاهُنَّ عَنِّى غيرَ صُدَّادِ
والظاهر أن الضمير للأبصار لا للنساء فهو جمع صَادٍ لا صَادَة وفي المعتل كغُزَّاء وسُرَّاء ، تقول : صُوَّام وقُوَّام وقُرَّاء .
الحادي عشرفِعَال بكسر أوله وهو لثلاثة عشر وزناً :
الأول والثاني فَعْل وفَعْلَة اسمين أو وصفين نحو كَعْب وقَصْعَة وصَعْب وخَدْلة ، تقول : كِعَاب وقِصَاع وصِعَاب وخِدَال وندر في يائي الفاء نحو يَعْر أو العين نحو ضَيْف وضَيْعَة تقول : يِعَار وضِيَاف وضِيَاع الثالث والرابع فَعَل وفَعَلَة غير معتلي اللام ولا مضعفيها كجَمَل وجَبَل ورَقَبَة وثَمَرَة ، تقول : جِمَال وجِبَال ورِقَاب وثِمَارالخامس والسادس :فِعْل كَذِئْب وبِئْر وفُعْل كدُهْن ورُمْح تقول : ذِئَاب وبِئَار ودِهَان ورِمَاح السابع والثامن : فَعِيل بمعنى فَاعِل ومؤنثه كظَرِيْف وكَرِيْم وشَرِيْف تقول : ظِرَاف وكِرَام وشِرَاف .
والخمسة الباقية : فَعْلان كغَضْبَان صفة ومؤنثاه فَعْلَى كغَضْبَى وفَعْلانَة كنَدْمَانَة، وفُعْلان صفة ومؤنثه فُعْلانَة كخُمْصَان وخُمْصَانة.
والتزموا في فَعِيل وأنثاه إذا كانا واويي العينين صحيحي اللامين كطَوِيْل وطَوِيْلة أن لا يجمعا إلا على فُعَال تقول : طُوَال وهكذا .
الثاني عشر فُعُول بضمتين ويطرد في أربعة أحدها : اسم على فَعِلَ نحو كَبِدَ ووَعِل وهو فيه كاللازم وجاء في نحو نَمِر نُمُور على القياس ونُمُر .
وقد يكون مقصورا من نمور للضرورة وقالوا: أنمار والثلاثة الباقية الاسم الثلاثي الساكن العين مفتوح الفاء نحو كَعْب وفَلْس ومكسورها نحو حِمْل وضِرْس ومضمومها نحو: جُنْد وبُرْد إلا في ثلاثة أحدها معتل العين كَحُوت والثاني معتل اللام كَمُدْى وشذ في نُؤْى نِئّي ، والثالث المضاعف كَخَفَّ وشذ في حُصَّ بالحاء المهملة وهو الوَرْس حُصُوص ويحفظ في فَعَلَ كَأَسَد وشَجَنَ ونَدَبَ وذَكَر ، تقول : أُسُوْد وشُجُوْن ونُدُوْب وذُكُوْر كما تقول : نُمُور وكُبُود ووُعُول وكُعُوب وحُمُول وضُرُوس وهلمَّ جراً .
الثالث عشر فِعْلان بكسر أوله وسكون ثانيه .
ويطرد أيضا في أربعة : اسم على فُعَال كغُلام وغُراب أو على فُعَل كصُرَد وجُرَذ أو فُعْل إن كانت عينه واواً كحُوْت وكُوْز أو فَعْل كَتَاج وسَاج وخَال وجَار ونَار وقَاع وقَلَّ في نحو صِنْو وغَزَال وصَوَار وحَائِط وظَلِيْم وخَرُوف تقول : غِلْمَان وغِرْبَان وصِرْدَان وجِرْذَان وحِيْتَان وكِيْزَان وتِيْجَان وسِيْجَان وخِيْلان وجِيْرَان ونِيْرَان وقِيْعَان وصِنْوَان وخِرْبَان وغِزْلان وصِيْرَان وحِيْطَان وظِلْمَان وخِرْفَان وهلم جراً .
الرابع عشر فُعْلان بضم أوله وسكون ثانيه ويكثر في ثلاثة في اسم على فَعْل كظَهْر وبَطْن أو فَعَل صحيح العين كذَكَر وجَذَع أو فَعِيل كقَضِيب ورَغِيف وكَثِيب وقَلَّ في نحو رَاكِب وأَسْوَد تقول : ظُهْرَان وبُطْنَان وذُكْرَان وجُذْعَان وقُضْبَان ورُغْفَان وكُتْبَان ورُكْبَان وسُوْدَان .
الخامس عشر فُعَلاء بضم أوله وفتح ثانيه ويطرد في فَعِيل بمعنى فَاعِل غير مضاعف ولا معتل اللام كظَرِيْف وكَرِيْم وبَخِيْل وكثر في فَاعِل دالا على معنى كالغريزة كعَاقِل وصَالِح وشَاعِر وشَذَّ فُعَلاء في نحو جَبَان وخَلِيْفَة وسَمْح ووَدُوْد تقول : ظُرَفَاء وكُرَمَاء وبُخَلاء وعُقَلاء وصُلَحَاء وشُعَرَاء وجُبَنَاء وخُلَفَاء وسُمَحَاء ووُدَدَاء.
السادس عشر أَفْعِلاء بكسر ثالثه وهو نائب عن فعلاء في المضعف كشَدِيْد وعَزِيْز وفي المعتل كَوَلَى وغِنَى وشَذَّ في نحو نَصِيْب وصَدِيْق وهَيِّن تقول : أَعَزِّاء وأَوْلِيَاء وأَغْنِيَاء وأَصْدِقَاء وأَنْصِبَاء وأَهْوِنَاء .
السابع عشر فَواعِل ويطرد في سبعة في فَاعِلَه اسماًأو صِفَة كَكَاذِبَةٍ خَاطِئَة وفي اسم على فَوْعَل كَجَوْهَر وكَوْثَر أو فَوْعَلَة كَصَوْمَعَة وزَوْبَعَة أو فَاعَل بالفتح كخَاتَم وقَالَب أو فَاعِلاء بالكسر نحو قَاصِعَاء ورَاهِطَاء أو فَاعِل كجَائِز وكَاهِل أو في وصف على فَاعِل لمؤنث كحَائِض وطَالِق أو لغير عاقل كصَاهِل وشَاهِق وشَذَّ فَوَارِس ونَوَاكِس وسَوَابِق وهَوَالِك تقول في السبعة المطردة : كَوَاذِب وجَوْاهِر وكَوَاثِر وصَوَامِع وزَوابِع وخَوَاتِم وقَوَالِب وقَوَاصِع ورَوَاهِط وجَوَائِز وكَوَاهِل وحَوَائِض وطَوَالِق وصَوَاهِل وشَوَاهِق وهلمًّ جراً .
الثامن عشر فَعَائِل ويطرد في كل رباعي مؤنث ثالثه مدة سواء كان تأنيثه بالتاء كسَحَابَة وصَحِيْفَة وحَلُوْبَة أو بالمعنى كَشِمَال وعَجُوْز وسَعِيد علم امرأة تقول : سَحَائِب وصَحَائِف وحَلائِب وشَمَائِل وعَجَائِز وسَعَائِد .
التاسع عشر فَعَالِى بفتح أوله وكسر رابعه ويطرد في سبعة : فَعْلاة كَمَوْمَاة وفِعْلاة كسِعْلاة وفِعْلِية كَهِبْرِية وفَعْلُوة كعَرْقُوَة وما حذف أول زائديه من نحو حَبَنْطَى وقَلَنْسَوَة وفَعَلاء اسما كصَحْرَاء أو صفة لا مذكر لها كعَذْرَاء وذو الألف المقصورة لتأنيث كحُبْلَى أو إلحاق كذِفْرَى تقول : مَوَامِي وسَعَالِي وهَبَارِي وعَرَاقِي وصَحَارِي وعَذَارِي وحَبَالِي وذَفَارِي وهلمَّ جراً .
تمام العشرين فَعَالَى بفتح أوله ورابعه ويشارك الفَعَالِى بالكسر في صَحَرَاء وما ذكر بعده وليس لفَعَالَى ما ينفرد به عن الفَعَالِى إلا في وصف فَعْلان أو فَعْلَى نحو عَطْشَان وغَضْبَان وعَطْشَى وغَضْبَى تقول عَطَاشَى وغَضَابَى .
الواحد والعشرون فَعَالِىّ بالتشديد ويطرد في كل ثلاثي آخره ياء مشددة غير متجددة للنسب كبُخْتِى وكُرْسِى وقُمْرِى تقول : بُخَاتِيّ وكُرَاسِيّ وقُمَارِيّ بخلاف نحو مَصْرِي وبَصْرِي .
وأما أُنُاسِي فجمع إنسان لا إِنْسِي وأصله أُنَاسِين فأبدلوا النون ياء كما قالوا ظِرْبان للجمع وظِرَابِي للمفرد .
الثاني والعشرون فَعَالِل ويطرد في أربعة وهي الرباعي والخماسي مجردين ومزيدين فالأول كجَعْفَر وزَبْرِج والثاني كسَفَرْجَل وجَحْمَرِش ويجب حذف خامسه فتقول سَفَارِج وجَحَامِر وجَعَافِر وزَبَارِج وأنت بالخيار في حذف الرابع والخامس إن كان الرابع مشبها للحروف التي تزاد إما بكونه بلفظ أحدها كخَدَرْنَق أو بكونه من مخرجه كفَرَزْدَق فإن الدال من مخرج التاء والثالث نحو مُدَحْرَج ومُتَدَحْرِج تقول : دَحَارِج والرابع نحو قِرْطَبُوس وخَنْدَرِيْس ويجب حذف زائد هذين النوعين إلا إذا كان ليناً قبيل الآخر فيثبت ثم إن كان ياء صحيحا نحو قَنْدِيل أو واوا أو ألفا قلبا ياءين نحو عُصْفُور وسِرْدَاح تقول : عَصَافِير وسَرَادِيح .
الثالث والعشرون شبه فَعَالِل ويطرد في مزيد الثلاثي غير ما تقدم ولا تحذف زيادته إن كانت واحدة كأَفْضَل ومَسْجَد وجَوْهَر وصَيْرَف وعَلْقَى ويحذف ما زاد عليها فتحذف الزيادة من نحو مُنْطَلِق واثنتان من نحو مُسْتَخْرِج ومُتَذَكِّر ويتعين إبقاء الفاضل كالميم مطلقا فتقول في مُنْطَلِق مُطَالِق لا نَطَالِق وفي مُسْتَدْعٍ مُدَاعٍ لا سَدَاعٍ ولا تَدَاعٍ وكالهمزة والياء المصدرتين كألْنَدَد ويَلَنْدَد تقول : أَلَادُّ ويَلادُّ وإذا كان حذف إحدى الزيادتين مغنيا عن حذف الأخرى بدون العكس تعين حذف المغني حذفها كياء حَيْزَبُون تقول : حَزَابِيْن بحذف الياء .

التقسيم الثاني للاسم
تقسيمه إلى مجرد ومزيد

أولاً : المجرد وأنواعه
المجرد لغة :المتعري يقال جَرَّد ثيابه إذا خلعها .
واصطلاحاً : ما خلت أصوله من أحرف الزيادة وهو ثلاثة أضرب:
إما مجرد ثلاثي نحو : فَلْس ، وبَطَل ، وكِتْف ، وعَضُد ، وحِبْر ، وعِنَب ، وإِبِل ، وقُفْل ، ورُطَب ، وعُنُق ونحوها ، وإما مجرد رباعي نحو : جَعْفَر وزِبْرِج وبُرْقُع وضِفْدَع وقِمْطَر ونحوها وإما مجرد خماسي نحو : سَفَرْجَل وقِرْطَعْب وقَهْبِلِس وقَبَعْثِر ونحوها وسيأتي بيانها نوعاً نوعاً .

النوع الأول
الاسم الثلاثي المجرد

وهو كل اسم تكونت أصوله من ثلاثة أحرف وخلت هذه الأحرف من الزيادة وله عشرة أوزان وهي كالتالي :
1. فَعْل : بفتح الفاء وسكون العين نحو : أَجْر وأَهْل وبَحْر وبَطْن وتَيْس وثَوْر وجَبْر وجَوْف وعَظْم وغَيْث وقَوْس وكَبْش ومَجْد ونَصْل ووَجْه ويَوْم .
2. فَعَل : بفتح الفاء والعين نحو : أَسَد وأَمَد وبَدَن وبَهَق وثَمَن وجَبَل وحَجَر وخَبَث ودَخَن ودَنَف ورَدَى وزَبَد وسَبَب وسَقَر وشَقَر ونَصَب وهَرَم ويَمَن .
3. فَعِل : بفتح الفاء وكسر العين نحو : أَقِط ورَحِم وصَبِر وعَقِب وفَخِذ وكَبِد وكَتِف وكَرِش ومَلِك ونَمِر ووَرِق ووَرِك .
4. فَعُل : بفتح الفاء وضم العين نحو : رَجُل وسَبُع وعَجُز وعَضُد .
5. فِعْل : بكسر الفاء وسكون العين نحو : إِرْث وبِئْر وتِبْر وجِذْع وحِجْر ودِرْع وسِتْر وشِعْر وطِيْب وعِرْض وفِكْر وقِنْو وكِرْش ووِزْر .
6. فِعَل : بكسر الفاء وفتح العين نحو : حِجَا ورِبَا وعِنَب وعِوَض وكِبَر .
7. فِعِل : بكسر الفاء والعين نحو : إِبِل وبِلِز وزِمِل وسِجِل وشِبِت .
8. فُعْل : بضم الفاء وسكون العين نحو : بُسْر وبُعْد وجُرْم وحُلْم وخُلْد ورُكْن وعُمْق وغُصْن وقُرْء وقُفْل .
9. فُعُل : بضم الفاء والعين نحو : أُذُن وأُفُق وجُرُف وحُقُب وخُلُق وخُمُس ودُبُر ورُبُع وسُدُس وسُعُر وعُنُق وقُبُل وقُدُم ونُزُل ونُسُك ونُصُب .
10. فُعَل بضم الفاء وفتح العين نحو : جُثَم ورُطَب وهُرَد وضُحَى وقُزَح ونُهَس ونُهَى .
وتسمى هذه الأوزان بأبواب الاسم الثلاثي المجرد ، وقد سقط من القسمة وزنان هما : فُعِل وفِعُل لكون القسمة تقتضي اثني عشر وزناً إلا أن السماع جرى في العشرة المذكورة وما دونها إما ضعيف أو من تداخل اللغة في حرفي الكلمة والله أعلم .

النوع الثاني
الاسم الرباعي المجرد

وهو كل اسم تكونت أصوله من أربعة أحرف وخلت هذه الأحرف من الزيادة وله خمسة أوزان وهي كالتالي :
1. فَعْلَل : بفتح الفاء واللام الأولى وسكون العين نحو : جَعْفَر وسَلْهَب .
2. فِعْلِل : بكسر الفاء واللام الأولى وسكون العين نحو : حِرْمِل وزِبْرِج .
3. فُعْلُل : بضم الفاء واللام الأولى وسكون العين نحو : بُرْثُن وبُرْقُع .
4. فِعْلَل : بكسر الفاء وسكون العين وفتح اللام الأولى نحو : دِرْهَم وضِفْدَع .
5. فِعَلْل : بكسر الفاء وفتح العين وسكون اللام الأولى نحو : سِبَطْر وقِمَطْر .
وتسمى هذه الأوزان بأبواب الاسم الرباعي المجرد وهي أقل وجوداً في العربية من الأسماء الثلاثية المجردة .

النوع الثالث
الاسم الخماسي المجرد

وهو كل اسم تكونت أصوله من خمسة أحرف وخلت هذه الأحرف من الزيادة وله أربعة أوزان وهي كالتالي :
1. فَعَلْلَل : بفتح الفاء والعين واللام الثانية وسكون اللام الأولى نحو : سَفَرْجَل وشَمَرْدَل وصَلَخْدَم.
2. فِعْلَلْلَ : بكسر الفاء وسكون العين واللام الثانية وفتح اللام الأولى نحو : جِرْدَخْل وقِرْطَعْب.
3. فَعْلَلِل : بفتح الفاء واللام الأولى وسكون العين وكسر اللام الثانية نحو : جَحْمَرِش وقَهْبَلِس.
4. فَعَلْلِل : بفتح الفاء والعين وسكون اللام الأولى وكسر اللام الثانية نحو : قَبَعْثِر وقَزَعْمِل.
وتسمى هذه الأوزان بأبواب الإسم الخماسي المجرد وهي نادرة في العربية .

ثانياً :المزيد وأنواعه

المزيد لغة : بمعنى الزيادة .
واصطلاحاً : ما زيد على أصله من أحرف الزيادة حرف فأكثر وهو ثلاثة أضرب:
إما ثلاثي مزيد نحو : ضَارِب ومَعْلُوم وحَرَّاب واشْهِيْبَاب ونحوها ، وإما رباعي مزيد نحو : احْرِنْجَام وقُرُنْفُل وغَضَنْفَر ونحوها ، وإما خماسي مزيد وهو أقل وجوداً في العربية من سابقه نحو :عَضَرْفُوْط . وسيأتي بيانها نوعاً نوعاً .

النوع الأول
الاسم الثلاثي المزيد

وهو الاسم الذي أخذ من مصدره الثلاثي ويعرف بإعادة اللفظ إلى أصله من خلال الوقوف على المعاجم والقواميس العربية ولتطبيق هذه القاعدة نلاحظ ذلك في المفردات التالية :
1. ضَارِب أصلها ثلاثية من لفظ المصدر : ضَرْب وذلك لجواز حذف حرف الزيادة من المصدر وهو الألف الذي جيئ به لأجل اسم الفاعل .
2. مَعْلُوم أصلها ثلاثية مأخوذة من لفظ المصدر : عِلْم وذلك لجواز حذف حرفي الزيادة وهما الميم والواو الذي جيئ بهما لغرض اسم المفعول .
3. حَرَّاب أصلها ثلاثية مأخوذة من لفظ المصدر : حَرْب بدليل جواز حذف التضعيف للراء وحذف حرف الزيادة وهو الألف الذي جيئ بهما أي التضعيف والألف لغرض المبالغة .
4. اشْهِيْبَاب أصلها ثلاثية مأخوذة من لفظ المصدر :شُهْب بدليل جواز حذف أحرف الزيادة وهي الألف المكررة والياء وقس على ذلك نظائرها مما زاد على أصله الثلاثي.

النوع الثاني
الإسم الرباعي المزيد

وهو الاسم الذي أخذ من مصدره أو فعله الرباعي إن وجد ويعرف أيضاً بإعادة اللفظ إلى أصله من خلال الوقوف على المعاجم والقواميس العربية وإليك هذه المفردات التالية توضيحاً لمعرفته :
1. احْرِنْجَام أصلها رباعية: بدليل أن فعلها رباعي وهو : حَرْجَمَ.
2. قُرُنْفُل أصلها رباعية مأخوذة من لفظها الأصلي:قُرُفُل والنون زائدة لتوسطها بين أربعة أحرف.
3. غَضَنْفَر أصلها رباعية مأخوذة من لفظها الأصلي :غَضْفَر والنون زائدة لتوسطها أيضاً بين أربعة أحرف .
ومن نظائر ذلك : كل اسم أشتمل على خمسة أحرف ثالثه نون زائدة .

النوع الثالث
الاسم الخماسي المزيد

وهو الاسم الذي أخذ من مصدره ويعرف أيضاً بإعادة اللفظ إلى أصله من خلال الوقوف على المعاجم والقواميس العربية ومثاله ما يلي :
1. عَضَرْفُوْط حيث فيه الواو زائدة لكونها حرف علة قبل آخره .
2. بَرْفَعِيد وكذا خَنْدَرِيْس ونحو ذلك من كل اسم اشتمل على خمسة أحرف زاد على ما قبل آخره حرف من حروف الزيادة .
وحاصل مزيد الأسماء بأقسامه الثلاثة :أن أوزانه كثيرة تربو علىخمسين ومائتي وزن وليس هناك زيادة فائدة في ذكرها لكثرتها إذا عرفت أدلة معرفة الزيادة التي تغنينا عن ذكر الأوزان.

أدلة الزيادة

وأشهر أدلة الزيادة التي تعرف في الأسماء المزيدة ما يلي:
1. جواز سقوط حرف فأكثر من أصل الكلمة نحو : فَاهِم ومَفْهُوم وفَهَّام ونحوها فكل هذه الكلمات من المزيد الثلاثي إذ أصلها فَهْم وقس على ذلك .
2. لزوم خروج الكلمة عن أوزان نوعها نحو : تَنْضَب – نوع من الشجر تتخذ من السهام ، وتَتْفَل – وصف للرجل الذي لم يتطيب حيث أن الوزن الأصلي : فَعْل ولا يوجد في العربية كلمة أصلية على وزن : تَفْعَل فدل وجود التاء على زيادة في الأصل فالكلمتان مزيدتان .
3. دخول حرف معنوي كأحرف المضارعة فالأول كأن تسمي ولدك : تَعْمَل فتاء المضارعة زائدة والأصل : عَمِل والثاني كأن تسميه صَارَع فالألف زائدة والأصل صَرَع .
4. وجود اسم اشتمل على خمسة أحرف زاد على ما قبل آخره حرف من حروف الزيادة كما سبق في كلمتي بَرْفَعِيد وكذا خَنْدَرِيْس .
وهذه أشهر الأدلة وبعضهم جعلها أكثر من ذلك الا أن غالبها يعود إلى المذكورة غير أنه يمكن الاستغناء عن هذه الأدلة بالنظر إلى أصول الأسماء والأفعال العربية وما خفي يتم معرفته بالعودة إلى كتب المعاجم وقواميس اللغة .
وبهذا يتبين أن المزيد من الأسماء ثلاثة أنواع :
الأول : الثلاثي المزيد .
الثاني : الرباعي المزيد .
الثالث : الخماسي المزيد ، وكل اسم بلغ أحرفه سبعة فانه مزيد يرجع إلى هذه الأنواع .
وقد أطال الصرفيون في هذا الباب بما لا يسع المقام إلى ذكره .

التقسيم الثالث للإسم
تقسيمه إلى جامد ومشتق

الجامد : ما دل على حقيقة لا توجد من غيرها نحو : رَجُل وحَجَر ودِيْنَار ونظائرها .
فكل كلمة من هذه الكلمات لا تؤخذ من غيرها فَرَجُل مثلاً : ذات لكل جنس محسوس عنده ماهية الرجولة ، وحَجَر حقيقة لكل جنس من الأحجار وكذا دِيْنَار ونحو ذلك مما لم يشتق من غيره .
والمشتق : ما دل على حقيقة يصح اشتقاقها من غيرها نحو عَاقِل ومُؤَدَّب وشَارِبَه ونظائرها .
فكلمة عَاقِل مثلاً مشتقة لأنها مأخوذة من المصدر وهو العقل ، ومُؤَدَب من الأدب ، وشَارِبَة من الشُّرْب وهَلُمَّ جَرَّ اً .
وبهذا يتبين فارق الجامد عن المشتق :
أن الجامد حقيقة ثابتة لا يؤخذ من غيره خلافاً للمشتق فإنه يقبل التنقل ويؤخذ من مصادره كما مثلنا .
ويشتق من المصادر عشرة أشياء :
1. الماضي .
2. المضارع .
3. الأمر .
4. اسم الفاعل ويلحق به صيغ المبالغة .
5. اسم المفعول .
6. الصفة المشبهة .
7. اسم الزمان .
8. اسم المكان .
9. اسم الآلة .
10. اسم التفضيل .
وألحقوا بها المنسوب والمصغر فهذه اثنا عشر نوعاً وسيأتي بيان هذه الأشياء كل على حده يتقدمها المصدر كونه أصل هذه الأنواع وأما الماضي والمضارع فقد سبق بيانهما في أبواب التصريف الخاصة
بالفعل بما يغني عن الإعادة .

المصدر

هو الاسم الذي يأتي ثالثاً في التصريف متضمناً الحدث نحو : ضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْباً وصَرَخَ يَصْرُخُ صُرْاخَاً وعَوَى يَعْوِي عُوَاءً ويَبِسَ يَيْبَسُ يَبُوْسَةً ودَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرَجَةً وكَبَّرَ يُكَبِّرُ تَكْبِيْرَاً وتَمْنَّى يَتَمَنَّى تَمِنِّيَاً واعْشَوْشَبَ يَعْشَوْشَبُ اعْشِيْشَابَاً ونحوها .
فَضَرْبَاً وصُرَاخَاً وعُوَاءً ويَبُوْسَةً ودَحْرَجَةً وتَكْبِيْرَاً وتَمَنِّيَاً واعْشِيْشَابَاً مصادر مختلفة جاءت ثالثاً في التصريف وقد تضمنت الحدث .
فكلمة ضرباً دلت على إحداث الضرب وكلمة عواء دلت على إحداث الإعْوَاء وقس على ذلك بقية الألفاظ المذكورة ونحوها .
ويرد المصدر على أوزان أشهرها ما يلي :
1. فَعْلَة بفتح الفاء واللام وسكون العين نحو : رَحْمَة وسَمْحَة وكَلْمَة.
2. فِعْلَة بكسر الفاء وسكون العين وفتح اللام نحو :نِعْمَة وكِلْمَة ونِشْدَة.
3. فُعْلَة بضم الفاء وسكون العين وفتح اللام نحو :قُبْلَة وسُمْرة وحُمْرَة .
4. فَعْل بفتح الفاء وسكون العين نحو : ضَرْب وكَرْب وحَرْب .
5. فِعْل بكسر الفاء وسكون العين نحو : عِلْم وسِلْم وحِلْم .
6. فُعْل بضم الفاء وسكون العين نحو :سُكْر وقُدْس ونُكْر .
7. فِعْلان بكسر الفاء وسكون العين وفتح اللام بعدها ألف نحو : حِرْمَان ونِسْيَان.
8. فُعْلان بضم الفاء وسكون العين وفتح اللام بعدها ألف نحو : شُكْرَان وغُفْران .
9. فَعَلان بفتح الفاء والعين واللام بعدها ألف نحو :شَنَآن .
10. فَعْلى بفتح الفاء واللام وسكون العين نحو : تَقْوَى وجَدْوى .
والأصل في هذه الأوزان السماع وهي كثيرة جداً وقد ذكرنا بعضها وبعضها سيأتي في أقسام المصادر المختلفة و لا يمكن حصرها لكثرتها واختلافها والمشهور عن علماء التصريف ذكر ما اشتهر حسما لما يغلب على الباب .كما سيأتي موضحاً في حينه .

أقسام المصدر
إلى ثلاثي وغير ثلاثي

وينقسم المصدر إلى ثلاثي وغير ثلاثي :
أ – فالمصدر الثلاثي غير قياسي ولذا فإنه يتوقف على السماع العربي والمعتمد عند الصرفيين الرجوع إلى كتب المعاجم لمعرفة هذا النوع ، وكثيراً ما نجد الصرفيين ينصصون عليه من باب التغليب فيقولون :
1. وزن : فَعَلَ اللازم غالباً أن يكون مصدره على وزن: فُعُول نحو : رَكَعَ رُكُوعَاً و المتعدي على وزن: فَعْل نحو : ضَرَبَ ضَرْبَاً وفي الصنائع على وزن : فِعَالَة نحو : كَتَبَ كِتَابَة وفي الاضطراب على وزن : فَعَلان نحو : خَفَقَ خَفَقَانَاً ، وفي الأصوات على وزن: فُعَال نحو : صَرَخَ صُرَاخَاً .
2. باب فَرِحَ في اللازم غالباً ما يكون على وزن : فَعَل نحو : فَرِحَ فَرَحَاً والمتعدي منه على وزن: فَعْل نحو : جَهِلَ جَهْلاً .
3. الغالب في الوزن : فَعُلَ أن يكون وزن مصدره : فَعَالَة نحو : كَرُمَ كَرَامَةً .
ب- والمصدر غير الثلاثي قياسي بمعنى أنه ينضبط بقاعدة معينة وهو إما مزيد على الثلاثي وإما رباعي وإما مزيد على الرباعي .
أولاً – المزيد على الثلاثي وهو ثلاثة أنواع :
الأول : مزيد بهمزة وهو ضربان إما صحيح العين فمصدره على وزن : افْعَال نحو : أَكْرَمَ اكْرَامَاً وأَهْمَلَ اهْمَالاً واخْرَجَ اخْرَاجَاً وإما معتل العين فمصدره على وزن : افَعْلَه نحو : أَشَارَ اشَارَة وأَقَامَ اقَامَة.
الثاني : مزيد بتضعيف العين وهو ثلاثة أضرب : اما صحيح اللام فمصدره على وزن : تَفْعِيل نحو : شَمَّرَ تَشْمِيْرَاً وعَلَّمَ تَعْلِيمَاً وكَلَّمَ تَكْلِيمَاً .
وإما معتل اللام فمصدره على وزن : تَفْعِلَة نحو : وَفَّى تَوْفِيَةً ، ورَبَّى تَرْبِيَةً وإما مهموز اللام إلا أنه نادر وغير قياسي والغالب على مصدره أن يكون على وزن : تَفْعِيْل وتَفْعِلَة نحو : بَرَأَ تَبْرِيْئَاً وتَبْرِئَةً .
الثالث : مزيد بالألف بين الفاء والعين نحو : صَارَعَ وضَارَبَ على وزن : فَاعَلَ : ومصدره ضربان إما أن يكون فاؤه غير ياء فمصدره على وزن : فِعَال ومُفَاعَلَة نحو : صَارَعَ صِرَاعَاً ومُصَارَعَة وقَاتَلَ قِتَالاً ومُقَاتَلَةً وجَاهَدَ جِهَادَاً ومُجَاهَدَةً .
وإما أن تكون فاؤه ياء فهو غير قياسي والغالب في مصدره أن يكون على وزن : مُفَاعَلَة نحو : يَاسَرَ مُيَاسَرةً وهو نادر .
ثانياً – الرباعي ومصدره يختص بوزن واحد فقط وهو : فَعْلَلَة نحو : بَعْثَرَ بَعْثَرَةً ، وعَثْيَرَ عَثْيَرَةً إلا أن تكون فاؤه ولامه من جنس وعينه ولامه الأخرى من جنس فإنه يجوز فيه الوزن : فَعْلَلَة والوزن: فِعْلال نحو : زَلْزَلَ زَلْزَلَةً وزِلْزَالاً ووَسْوَسَ وَسْوَسَةً ووِسْوَاسَاً وهَلمَّ جراً .
ثالثاً : المزيد الرباعي وهو ضربان : إما خماسي أو سداسي .
الأول : مصدر الخماسي وهو إما أن يكون مصدره على وزن فعله الماضي مع ضم ما قبل آخره فهذا وارد في الأفعال التي أوزانها : تَفَعْلَلَ نحو :تَزَلْزَلَ تَزَلْزُلاً وتَدَحْرَجَ تَدَحْرُجَاً أو :تَفَعَّلَ نحو : تَعَلَّمَ تَعَلُّمَاً وتَكَرَّمَ تَكَرُّمَاً أو:تَفَاعَلَ نحو : تَقَاتَلَ تَقَاتُلاً وتَضَارَبَ تَضَارُبَاً وهلم جراً .
وأما أن يكون مصدره على وزن فعله الماضي مع كسر الفاء وزيادة الألف بين العين واللام فهذا وارد في الأفعال التي وزنها : انْفَعَلَ نحو : انْكَسَرَ انْكِسَارَاً وانْطَلَقَ انْطِلاقَاً وانْتَشَرَ انْتِشَارَاً .
وإما أن يكون مصدره على وزن : افْعِلال في كل فعل وزنه : افْعَلَّ نحو : اصْفَرَّ اصْفِرَارَاً واخْضَرَّ اخْضِرَارَاً واحْمَرَّ احْمِرَارَاً .
وإما أن يكون مصدره على وزن : افْتِعَال في كل فعل وزنه افْتَعَلَ نحو : امْتَحَنَ امْتِحَانَاً واتَّحَدَ اتِّحَادَاً واصْطَبَرَ اصْطِبَارَاً .
الثاني : مصدر السداسي وليس له سوى ضابط واحد فقط وهو أن يكون مصدره على وزن فعله مع كسر الثالث وزيادة ألف قبل آخره
نحو : احْرَنْجَمَ احْرِنْجَامَاً واقْعَنْسَسَ اقْعِنْسَاسَاً على وزن : افْعَنْلَلَ افْعِنْلال .
ونحو : اقْشَعَرَّ اقْشِعْرَارَاً واطْمَأَنَّ اطْمِئْنَانَاً على وزن : افْعَلَلَّ افْعِلال.
ونحو : اسْتَحْمَلَ اسْتِحْمَالاً واسْتَخْرَجَ اسْتِخْرَاجَاً على وزن : اسْتَفْعَلَ اسْتِفْعَال .
وهكذا في كل مصدر سداسي .
ويتفرع من المصدر : أربع مسميات كلها تندرج تحت مسمى المصدر وهي : المصدر الميمي والصناعي والهيئة والمرة وسيأتي الكلام على كل نوع في موضعه إن شاء الله .

المصدر الميمي

وتعريفه : كل مصدر زِيْدَ في أَوَّلِه ميم تسمى بالميم الزائدة .
وهو ضربان : إما مصدر ميمي ثلاثي وإما غير ثلاثي .
فالثلاثي منه يرد على وزن : مَفْعَل وهذا في جميع الأوزان نحو : ذَهَبَ مَذْهَبَاً وعَمِلَ مَعْمَلاً ويَئِسَ مَيْأسَاً إلا إذا كان الفعل مثالاً صحيح اللام فإن مصدره على وزن : مَفْعِل نحو : وَضَعَ مَوْضِعَاً ووَسَمَ مَوْسِمَاً ووَعَدَ مَوْعِدَاً .
ويشذ عن هذه القاعدة في غير المثال مما هو صحيح اللام : كل ما دل على معرفة أو مصير أو مقدرة .
نحو : عَرَفَ مَعْرِفَةَ ونحو : رَجَعَ مَرْجِعَاً وصَارَ مَصِيْرَاً ونحو قَدِرَ مَقْدِرَةً ونحوها .
وغير الثلاثي منه يكون على وزن مضارعة مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة مع فتح ما قبل آخره .
نحو : اسْتَخْرَجَ مُسْتَخْرَج واحْرَنْجَمَ مُحْرَنْجَم واقْعَنْسَسَ مُقْعَنْسَس واسْحَنْكَكَ مُسْحَنْكَك .

المصدر الصناعي

وهو مصدر صِيْغَ من الإسم للدلالة على خصائصه .
وتتم صياغته بزيادة ياء مشددة بعد الإسم يليها تاء مربوطة نحو : إنسان إنسانية و آدم آدمية وعالم عالمية وماجد ماجدية وواقع واقعية ووطن وطنية وهلم جراً .

مصدر الهيئة

وتعريفه : كل مصدر أفاد هيئة حدوث الفعل .
وهو ضربان : إما مصدر هيئة من الثلاثي وهذا على وزن : فِعْلَه نحو : قَعَدَ قِعْدَة وجَلَسَ جِلْسَة ومَاتَ مِيْتَة وقَتَلَ قِتْلَة ،وإما مصدر هيئة من غير الثلاثي وهو قليل في العربية نحو : عَمَّمَ عِمَّة واخْتَمَرَ خِمْرَة وانْتَقَبَتْ نِقْبَة وقيل في غير الثلاثي شاذ .

مصدر المرة

وتعريفه : كل مصدر صِيْغَ ليدل على الحدث مع إفادة أنه حدث مرة واحدة وهو ضربان : إما مصدر مرة من الثلاثي وهذا على وزن : فَعْلَه نحو : جَلَسَ جَلْسَة وقَامَ قَوْمَة وشَرِبْتُ شَرْبَةً وضَرَبَت ضَرْبَةً وقَتَلْتُ قَتْلَةً ومَشَى مَشْيَةً ونحوها مما هو بفتح الفاء .
وإما مصدر مرة من غير الثلاثي وهذا يصاغ على مصدره الأصلي حسب أبواب التصريف في المصدر العادي بزيادة تاء في آخره نحو : افْتَتَحَ افْتِتَاحَةً وهَلَّلَ تَهْلِيْلَةً واسْتَعْمَلَ اسْتِعْمَالَةً ونحوها من الألفاظ .

فعل الأمر

الأمر : ما دل على حدث يطلب حصوله بعد زمان التكلم والدافع لذكره هاهنا كونه إحدى المشتقات العشرة التي سبق ذكرها .
ولصياغته نقدر الفعل مجزوماً نحو : لَمْ يَشْرَبْ ولَمْ يَعْمَلْ ولَمْ يَكْتُبْ ونحو : لَمْ يَقُلْ ولَمْ يَبِعْ ولَمْ يَخَفْ ونحوها ثم نحذف أوله فإن كان ما بعد حرف المضارعة ساكناً جعل الأمر مسبوقاً بهمز فنقول : اشْرَبْ واعْمَلْ واكْتُبْ ، وإن كان ما بعد حرف المضارعة متحركاً فلا يجوز أن نضيف في أوله شيئا نحو :قُلْ وبِعْ وخَفْ .
وخرج عن هذه القاعدة حذف همزة الأصل الواقعة فاءً للكلمة في كلمات ثلاث مشهورة والأصل فيها السماع وهي : أَخَذَ وأَكَلَ وأَمَرَ فإن الأمر منها : كُلْ ومُرْ وخُذْ .

اسم الفاعل

وهو كل اسم اشتق من مصدره وصِيْغَ على وزن من قام بالفعل .
وهو ضربان : إما أن يصاغ من الثلاثي وهذا النوع يكون على وزن : فَاعِل نحو : شَرِبَ شَارِب وبَاعَ بَائِع وعَوِرَ عَاوِرَ ودَعَا دَاعِي وإما أن يصاغ من غير الثلاثي وهذا النوع يكون على وزن المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل آخره نحو : دَرْبَخَ مُدَرْبِخ وفَتَّحَ مُفْتِح وانْكَسَرَ مُنْكَسِر واسْتَخْرَجَ مُسْتَخْرِج ما لم يكن قبل آخره ألفاً فإن كان ألفاً اثبتناه نحو :اخْتَارَ مُخْتَار واحْتَالَ مُحْتَال وهلم جراً.
وقد خرج عن هذا الأصل بعض الألفاظ منها : أَسْهَبَ مُسْهَب وأفْلَجَ مُفْلَج بفتح ما قبل آخره والقياس يقتضي الكسر ، وكذلك أَيْفَعَ يَافِع ووَارَى وَارِي وامْحَلَ مَاحِل فإنها وردت على وزن : فَاعِل والقياس يقتضي أن تكون على وزن : مُفْعِل لكونها أفعالا رباعية .
ويلحق باسم الفاعل صِيَغُ المبالغة لكونها بمعناه مع تأكيد المعنى ولها خمسة أوزان مشهورة وهي : فَعَّال نحو : كَذَّاب وسَفَّاح وأكَّال ومِفْعَال نحو : مِقْدَام ومِغْوَار وفَعُول نحو : صَبُور وكَحُول وشَكُور وفَعِيل نحو : قَدِير وكَرِيم وحَلِيم وفَعِل نحو : حَذِر ولَبِق .

اسم المفعول

وهو كل مصدر اشتق من مضارعه المغير الصيغة للدلالة على من وقع عليه الفعل .
وهو ضربان : إما أن يكون من الثلاثي وإما من غير الثلاثي .
فإن كان من الثلاثي فهو على وزن : مَفْعُول نحو : مَأْكُول ومَشْرُوب ومَضْرُوب ومَشْكُور ومَعْلُوم ومَسْلُوب ومَفْتُوح إلا أن يكون الفعل أجوف أو ناقصاً فإن كان أجوف فهو على وزن مضارعه مع ابدال حرف المضارعة ميماً نحو : قَالَ يَقُوْلُ : مَقُول ، وبَالَ يَبُولُ : مَبُول ، وبَاتَ يَبِيْتُ : مَبِيْت ، وبَاعَ يَبِيْعُ : مَبِيْع ، وثَابَ يَثِيْبُ : مَثِيْب إلا أن يكون مضارعه بالألف فإن اسم المفعول فيه على وزنه السابق بشرط اعادة الألف إلى أصلها نحو : هَابَ يَهَابُ : مَهِيْب وإن كان ناقصاً فهو على وزن مضارعه مع ابدال حرف المضارعة ميمياً وتضعيف الحرف الأخير منه نحو : دَنَا يَدْنُو : مَدْنُو ، وطَوَى يَطْوِي : مَطْوِي ، ووَقَى يَقِي : مَقِي وهلم جراً.
وإن كان من غير الثلاثي فهو على وزن اسم فاعله مع فتح ماقبل آخره نحو : دَحْرَج مُدَحْرَج وزَلْزَلَ مُزَلْزَل وجَلْبَبَ مُجَلْبَبَ وانْطَلَقَ مُنْطَلَق وانْكَسَرَ مُنْكَسَر واسْتَخَرَجَ مُسْتَخْرَج .
وقد ورد من الثلاثي خلاف الأصل نحو : جَنَّ مَجْنُون وحَمَّ مَحْمُوم.

الصفة المشبهة

وهي اسم صِيْغَ من اللازم ليدل على اسم الفاعل وقد سميت بهذا الاسم لكونها أشبهت اسم الفاعل في المعنى .
وتصاغ من : فَعِلِ الذي مؤنثه فَعِلَة نحو : طَرِبَ طَرِبَة وأَشِرَ أَشِرَة وطَرَحَ طَرِحَة وبَطِرَ بَطِرَة أو من أَفْعَلَ الذي مؤنثه فَعْلاء نحو : أَحْمَر حَمْرَاء وأَعْوَرَ عَوْرَاء وأَهْيَفَ هَيْفَاء وأَجْهَرَ جَهْرَاء .
أو من فَعْلان الذي مؤنثه فَعْلَى نحو : غَضْبَان غَضْبَى وسَكْرَان سَكْرَى وعَطْشَان عَطْشَى ويَقْظَان يَقْظَى .
كما تصاغ من فَعُلَ على خمسة أوزان وهي كالتالي :
1. فَعَل نحو : حَسُنَ حَسَن .
2. فُعُل نحو : جَنُبَ جُنُب .
3. فَعَال نحو : حَصُن فهي حَصَان للمرأة العفيفة .
4. فَعِيل نحو :بَخِلَ فهو بخيل .
5. فُعَال نحو : فَرُت فهو فُرَات.

اسم الزمان والمكان

إسم الزمان والمكان : اسمان مشتقان من مصدرهما ليدل الأول على زمان وقوع الفعل والثاني على مكانه .
وهما إما أن يكونا من فعل ثلاثي أو من غيره فإن كانا من فعل ثلاثي فُتِح أو ضُمَّ عين مضارعه فهما على وزن : مَفْعَل .
مثال مفتوح العين في المضارع نحو : فَتَحْتُ مَفْتَحَ زَيْدٍ ، وطَرَحْتُ مَطْرَحَ عَمْرو .
ومثال مضموم العين في المضارع نحو : نَصَرْتُ مَنْصَرَ زيد ، ونَظَرْتُ مَنْظَرَ عَمْرو ، ويلحق بذلك ما لامه حرف علة نحو : مَرْمَى ومَرْعَى ومَسْمَى فإن كان عين مضارعه مكسورة فهو على وزن : مَفْعِل نحو : ضَرَبْتُ مَضْرِبَ زَيْدٍ وجَلَسْتُ مَجْلِسَ عَمْرو ، ويلحق بذلك ما فاؤه حرف علة نحو : مَوْعِد ومَوْثِل وكذلك لو كان الفعل أجوف وعينه ياء نحو : جِئْتُ مَصْيَفَ العامِ السابق .
وأما إذا كانا من غير الثلاثي فهما على وزن اسم المفعول نحو : دَحْرَجْتُ مُدَحْرَجَ زيد واسْتَخْرَجْتُ مُسْتَخْرَجَ عَمْرو وهلم جراً .

اسم الآلة

وهو اسم مشتق من الفعل الثلاثي المتعدي ليدل على آلة .
ويصاغ على وزن : مِفْعَل نحو : مِفْصَل ومِصْعَد ومِشْرَط .
أو على وزن : مِفْعَال نحو : مِفْتَاح ومِنْشَار ومِخْيَاط ومِهْمَاز ومِنْظَار ومِلْقَاط .
أو على وزن : مِفْعَلة نحو : مِكْنَسَة ومِلْعَقَة ومِخْيْطَة والأصل في هذا الباب السماع.

اسم التفضيل

وهو اسم مشتق من مصدره ليدل على أن شيئين اشتركا في صفة وفُضِّل أحدهما على الآخر بزيادة في تلك الصفة .
ويصاغ على وزن : أَفْعَل نحو : زيدٌ أَعْظَمُ مِنْ عَمْرو وعمروٌ أَكْرَمُ من زيد ونحو : عليٌ أَشْجعُ من عَمْرو وهلم جراً .
ويشترط لاسم التفضيل أن يكون فعلاً ثلاثياً متصرفاً تاماً غير منفي قابلاً للمغايرة مبنياً للمعلوم .
إلا ترى أَنَّ قولنا : أَعْظَم وأَكْرم وأَشْجَع أفعال ثلاثية متصرفة من مصادرها وهي العظمة والكرم والشجاعة وقد جاء الكلام مبنياً للمعلوم تاماً غير منفي وفيه ذكر المغايرة إذ فُضِّل أحدهما على الآخر.
وله ثلاث حالات وهي : إما أن يجرد من أل والإضافة كما مثلنا وإما أن يقترن بأل نحو : زيدٌ الأفضل ومحمدٌ الأكرم وعليٌ الأشجع وإما أن يضاف نحو : زيدٌ أولُ كاتب وعمروٌ أكرمُ رجلٍ وهلم جراً .

المنسوب

وسمي بذلك لكونه نُسِب إلى غيره ويقال له النِّسبة ويجمع فيقال : النِّسَب .
وله أحكام عديدة :
1. كل اسم منسوب إلى قبيلة كهاشم وبكر وخزاعة وهوازن أو بلدة كاليمن والشام والعراق فإنها تلحقه ياء تسمى ياء النسبة فتقول في أسماء القبائل : هاشمي وبكري وخزاعي وهوازني وباهلي وحاشدي ومذحجي وحميري وسروي ونحو ذلك .
كما تقول في أسماء البلدان : يمني وشامي وعراقي ونجدي وحجازي وكويتي ونحوها.
ويلحق بذلك الجهات الأربع نحو : شمالي وجنوبي وشرقي وغربي وكذا يميني ويساري وأمامي وخلفي .
2. كل اسم آخره هاء ونُسب إليه غيره وجب حذف هذه الهاء نحو : البصرة والحديدة والمهره والقاهرة تقول : البصري والحديدي والمهري والقاهري بحذف الهاء .
3. كل اسم على وزن : فَتَى نحو : رَجَى ورَبَا وعَصَى أو على وزن دنيا نحو : موسى و عيسى أو على وزن : مَتَى نحو: قَفَا وقَنَا فإنه يجب إبدال الحرف الأخير واواً تقول : فَتَوَى ورَجَوَي ورَبَوَي وعَصَوَي ودُنْيَوَي ومُوْسَوَي وعِيْسَوَي وقَفَوَي وقَنَوَي وما أشبهها .
ويلحق بذلك ما إذا كان الثاني ساكناً نحو : حُبْلَى ومَلْهَى تقول : حُبْلَوَي ومَلْهَوَي أما إذا كان الثاني ساكناً آخره ألف فإنه يجب حذف الألف وتنسب بغير واو نحو : مُصْطَفَى ومُرْتَضَى تقول: مُصْطَفِيّ ومُرْتَضِيّ .
4. كل اسم حرفه فإن نسبته تكون على وزن : فَعَّال .
نحو : بِقَالَة ونِجَارَة وصِنَاعَة وحِدَادَة ونِحَاسَة ، تقول : بَقَّال ونَجَّار وصَنَّاع وحَدَّاد ونَحَّاس .

المصغَّر

وهو لغة : المقلل ، ويقال له : التصغير بمعنى التقليل.
واصطلاحاً : تغير مخصوص يطرأ على الإسم لأغراض مخصوصة .
ويشترط في التصغير أن يكون المصغر اسماً محضاً خالياً من صِيَغ التصغير قابلاً لها وله ثلاث صيغ :
الأولى : فُعَيْل وهي خاصة بالأسماء الثلاثية بشرط أن يضم الأول ويفتح الثاني مع ذكر ياء التصغير نحو : كَلْب كُلَيْب ورَجُل رُجَيْل وفِلْس فُلَيْس .
ويلحق بذلك ما كان مؤنثاً بتاء التأنيث نحو : بَقَرَة بُقَيْرَة وحَجَرَة حُجَيْرَة.
الثانية : فُعَيْعِل وهي لما زاد على الثلاثي بشرط ضم الأول وفتح الثاني مع ذكر ياء التصغير وكسر ما بعدها نحو : مَسْجِد مُسَيْجِد ومَكْتَب مُكَيْتِب وجَعْفَر جُعَيْفِر ومَعْدِن مُعَيْدِن ، ويلحق بذلك ما إذا كان الثالث حرف مد حيث يتم تصغيره بقلبه ياء مع إدغامها بياء التصغير نحو : حِجِاب حُجَيِّب وسَرَاج سُرَيِّج .
الثالثة : فُعَيْعِيل وهذه خاصة بالأسماء الخماسية بشرط حذف بعض حروفه حسب الميزان نحو : سَفَرْجَل سُفَيْرِيْج وفَرَزْدَق فُرَيْزِيْق.كما يجوز في الخماسي تصغيره على صيغة : فُعَيْعِل بنفس الشروط السابقة فيها مع الحذف حسب الميزان تقول : سَفَرْجَل سُفَيْرِج وفَرَزْدَق فُرَيْزِق .
ويلحق بذلك ما إذا كان الرابع حرف مد حيث يتم تصغيره بقلبه ياء بنفس الشروط السابقة نحو: سَلْمَان سُلَيْمِين وقِنْدِيْل قُنَيْدِيل .

التعجب

ليس له في العربية على المشهور سوى صيغتين :
الأولى : على وزن : مَا أَفْعَلَ .
والثانية : على وزن أَفْعِلْ بِهْ .
ويشترط لصياغتهما أن تكون الصيغة مشتقة من فعل ثلاثي مبني للمعلوم متصرف وقابل للتفاوت مثبتا تاما على غير وزن : أَفْعَلَ فَعْلاءَ .
نحو : مَا أَعْظَمَ زيداً أَعْظِمْ بِهْ .
مَا أَحْسَنَ عَمْرَاً أَحْسِنْ بِهْ .
مَا أَعْدَلَ القَاضِي أَعْدِلْ بِهْ
ما أشدّ الحرَّ اشْدد به
مَا أَجْمَلَهَا أَجْمِلْ بِهَا .
فأفعال الصيغ أَعْظَمَ وأَحْسَنَ وأَجْمَلَ ونحوها كلها أفعال ثلاثية متصرفة تامة مثبتة مبنية للمعلوم ليست من باب : أَفْعَلَ فَعْلاءَ كأحْمَرَ حَمْرَاء .
والشروط المذكورة خاصة بفعل التعجب لا بما بعده ولذا لا يمنع جواز أن يكون الفعل بعد صيغة التعجب مبنيا للمجهول أو منفيا أو ناسخا:
1. مثال المبني للمجهول : مَا أَعْظَمَ مَا جُزِيَ بِهِ زيدٌ .
2. مثاله حال النسخ : مَا أَعْظَمَ كَوْنَكَ صَادِقَاً .
3. مثاله حال النفي : مَا أَعْجَبَ أَلا تَنْجَحَ .

الإعلال والإبدال

أولاً الإعلال :
وهو تغير مخصوص يطرأ على الحرف إما بقلبه إلى حرف آخر أو تسكينه أو حذفه.
ويرد في ستة مواضع :
1. قلب الواو والياء همزة ومثاله : فيما إذا كانت الواو أو الياء متطرفة بعد ألف زائدة نحو : بِنَاء وفَنَاء ، فَبِنَاء مقلوبة إذ أصلها : بِنَاوِي بدليل ورودها في العربية بإثبات الياء فتقول : بِنَايَة ، ولَمَّا ثقلت على اللسان تحولت إلى همزة ، وكذلك القول في كلمة : فَنَاء فإنها مقلوبة إذ أصلها : فَنَاو وهلم جراً .
وألحقوا بهما الألف حيث قلبت همزة في نحو : حَمْرَاء وسَمْرَاء إذ أصلهما : حَمْرَى وسَمْرَى بألف مقصورة .
ونظائر ذلك :كل همز متطرف بعد ألف زائدة مما هو على قياس: سَكْرَى.
2. قلب الألف ياء وذلك في نحو : كلمتي سُلْطَان ومِفْتَاح فإنك عند جمعهما تقلب الألف فتقول : سَلاطِين ومَفَاتِيح .
3. قلب الواو ياء وذلك نحو : سَوْط فإنك عند جمعها تقلب الواو ياء وتقول : سِيَاط .
ونظائر ذلك كل واو وقعت عيناً لجمع تكسير غير معتل اللام وقبلها كسرة بشرط كونها ساكنة في المفرد نحو :حَوْضِيْ ورَوْضِي حيث يجمعان بقلب الواو ياء فتقول : حِيَاض ورِيَاض .
4. قلب الألف واواً ولا يرد هذا القلب إلا في تصغير الأسماء نحو : ضَارِب وشَارِب ، تقول ضُوْرِب وشُوْرِب .
5. قلب الياء واواً ومثاله : فيما إذا كان الياء لاماً في الأسماء التي وزنها : فَعْلَى نحو : فَتْوَى ونَجْوَى إذ أصلهما : فَتْيَا ونَجْيَا.
6. قلب الواو والياء ألفاً نحو : قَالَ وبَاعَ ، أصلهما : قَوَل وبَيَع حيث : قلب الواو والياء ألفاً ، وهكذا في كل واو أو ياء متحركتين ، والأصل في كل ما سبق السماع .

ثانياً الإبدال :
وهو جعل مطلق حرف مكان آخر .
ويرد في العربية في ثلاثة مواضع :
الأول ابدال تاء الافتعال طاء من الوزن : افْتَعَل وذلك فيما إذا كانت فاء الكلمة حرفاً من حروف الإطباق والكلمة مزيدة بتاء الافتعال نحو : طَرَدَ وصَبَرَ فإنا إذا أضفنا التاء قلنا :اطْتَرَدَ ، واصْتَبَرَ وهذا لفظ ثقيل فنقلبه إلى طاء فنقول : اطَّرَدَ ، واصْطَبَر .
الثاني ابدال تاء الافتعال دالا أو ذالا من الوزن : افْتَعَل وذلك فيما إذا كان فاء الكلمة دالا أو ذالا أو زايا ، والكلمة مزيدة بتاء الافتعال نحو : ذَكَرَ وزَجَرَ فإنا إذا أضفنا التاء قلنا : اذْتَكَرَ وازْتَجَرَ وهذا لفظ ثقيل فنقلبه إلى دال فنقول : اذْدَكَرَ وازْدَجَرَ .
الثالث ابدال الواو والياء تاء بشرط أن تكون فاء الكلمة واوا أو ياء من الوزن : افْتَعَل وألا يكون أصلهما همزة نحو : وَعَدَ ويَسَرَ فإنا إن صغناهما على الوزن : افْتَعَل نقول اوْتَعَدَ وايْتَسَر ، وهذا ثقيل فنقلب الواو و الياء تاء مع الادغام فنقول : اتَّعَدَ واتَّسَرَ .

تَتِمَّةٌ
الإعلال بالحذف

يرد الإعلال بالحذف على المشهور في أربعة أشياء :
الأول الفاء : من الوزن فَعَلَ بفتح الفاء والعين الذي مضارعه : يَفْعِلُ وذلك في الفعل المثال الثلاثي الذي فاؤه : واو نحو : وَعَدَ ووَجَدَ ونحوهما حيث تحذف الواو في الصيغ التالية :
1. الأمر تقول : عِدْ – جِدْ .
2. المضارع تقول : يَعِدُ – يَجِدُ والياء للمضارعة .
3. المصدر تقول : عِدَة – جِدَة مع وجود تاء التأنيث في آخر الكلمة عوضاً عن الواو المحذوفة بشرط أن يكون المصدر لغير الهيئة ، وما دون ذلك فتثبت كما في اسم الفاعل واسم المفعول تقول وَاعَدَ ومَوْعُود بإثبات الواو .
الثاني الهمز : وذلك من الوزن أَفْعَلَ نحو : أَكْرَمَ وأَخْرَجَ ونحوهما حيث تحذف الواو في الصيغ التالية :
1. المضارع تقول : يُكْرِمُ ويُخْرِجُ
2. اسم الفاعل تقول : مُكْرِمٌ ومُخْرِجٌ .
3. اسم المفعول تقول : مُكْرَمٌ ومُخْرَجٌ .
وما دون ذلك فتثبت كما في الأمر نحو : اكْرِمْ . كما لا تحذف الهمزة في المضارع واسم الفاعل واسم المفعول إذا أبدلت هاءً كقولهم في أَرَاقَ الماء : هَرَاقَه
الثالث عين الكلمة : وذلك من كل فعل ثلاثي مكسور العين في الماضي على أن تكون عينه ولامه من جنس واحد .
حيث يتم الحذف لعين الكلمة دون لا مها وذلك في حالة إسناد ضمير الرفع المتحرك إلى الفعل نحو : ظَلَّ ، ومَسَّ ، وحَسَّ .
تقول : ظَلْتُ ، ومَسْتُ ، وحَسْتُ . بحذف عين الكلمة وتسكين لامها ومنه قوله تعالى : فظلْتُم تفكهون
الرابع أحد التاءين : وذلك من كل فعل مضارع بتاءين في أوله كما في أوزان : تَفَعْلَ وتَفَاعَلَ وتَفَعْلَلَ نحو : تَحَبْبَ وتَقَاتَلَ وتَدَحْرَجَ .
والأصل : تَتَحَبْبَ وتَتَقَاتَلَ وتَتَدَحْرَجَ حيث حذفت احدى التاءين لأن إزالة ثقل إجتماع المثلين بالإدغام ممتنع لرفضهم الإبتداء بالساكن فأزيل بحذف إحداهما .

الوقف

الوقف لغة : بمعنى السكون .
واصطلاحاً : قطع النطق عند آخر الكلمة وهو ضد الابتداء .
ويرد في المنثور والمنظوم من كلام العرب .
مثاله في المنثور قوله تعالى : قل نعمْ ، وأنتم داخرون . بالوقف على الميم من لفظة : نعمْ .
ومثاله في المنظوم قول جرير :
أَقِلِّي اللوْمَ عَاذِلُ والعتابن وقولي إن أصبتُ لقد أصابن
بالوقف على آخر العتابن وأصابن لأجل تنوين الترنم .
وحاصله أن العرب لا يبتدئون بساكن ولا يقفون على متحرك وبناء على ذلك نوجزه في القواعد التالية :
الأولى : كل اسم مجرد من أل أو معرف بها أو منون غير منصوب وجب الوقف عليه بالسكون ويلحق بذلك الفعل.
1. مثاله مجرد من أل : ذهب زيد ، ومررت بزيد ، وذهب رجل ، ومررت برجل ، ويدخل في ذلك الممنوع من الصرف في جميع أحواله : الرفع والنصب والجر نحو : جاء أحمد ، ورأيت أحمد ، ومررت بأحمد .
2. مثاله معرف بأل : ذهب الرجل ، ورأيت الرجل ، ومررت بالرجل .، ويدخل في ذلك ما كانت فيه الألف زائدة نحو : ذهب اليزيد ، ورأيت اليزيد ، ومررت باليزيد .
3. مثاله في الفعل : ذهب ، ودنا ، ويذهب ، ويدنو ، واذهب .
الثانية : كل اسم منصرف منصوب منقوص أو مقصور أثبتنا آخره بالألف .
1. مثال الاسم المنصرف منصوبا : رأيت زيدا ، وزاحمت قوما.
2. مثال المقصور : جاء فتى ، ورأيت فتى ، ومررت بفتى بالألف في أحواله الثلاثة .
3. مثال المنقوص المنصوب : رأيت قاضيا ، وحاربت غازيا .
وإذا كان المنقوص مرفوعا أو مجرورا فلك فيه حالتان :
الأولى : إثبات الياء نحو جاء قاضي وغازي ، ونحو : مررت بقاضي وغازي.
الثانية : حذف الياء مع سكون ما قبلها نحو : جاء قاضْ وغاز .
إلا أن يكون المنقوص معرفا فإن كان كذلك فلا بد من اثبات الياء في جميع أحواله نحو : جاء القاضي والغازي ، ورأيت القاضي والغازي ، ومررت بالقاضي والغازي .
القاعدة الثالثة : كل اسم أو فعل منتهى بالهاء فإنه يوقف عليه بالسكون إلا أن يكون ضميرا عائدا على مفرد مؤنث فبالألف .
مثال الأسماء والأفعال المنتهية بالهاء :
1. نحو هاء السكت من قولك : لم يبعهْ ، ولم يدعه ونحو : بعه ودعه .
وذلك في حالة الجزم والبناء ومنه : عِهْ ، ورَهْ في حالة الأمر .
وعلامهْ ؟ ولمه ؟ بشرط اتصالها بما الاستفهام المجرورة نحو قوله تعالى : وما أدراك ما هيه ؟ جوازا إذا اتصلت بضمير غائب .
ونحو قوله تعالى : لم أت كتابيه . أصلها كتابي وهذا جوازا إذا اتصلت بالاسم المضاف إلى ياء المتكلم .
القاعدة الرابعة : كل اسم منتهى بتاء التأنيث المربوطة يوقف عليه بالسكون مع إبدال التاء هاء
مثال الإسم المنتهى بالتاء المربوطة :
فاطمه طالبه وذكية وبقره وثمره
ويجوز في العربية اثبات ذلك بالتاء فتقول :
طالبت وذكيت و بقرت وثمرت
والأول أشهر 0
القاعدة الخامسة : كل اسم أو فعل منتهى بتاء التأنيث الغير مربوطة يوقف عليه بالسكون دون تغيير نحو جاءت أخت وأخوات فالفعل جاءت آخره ساكن
وأخت وأخوات آخرهما ساكن للوقف
ويجوز الوقف بالهاء نحو : أخوات تقول أخواه ومنه قول بعض العرب :
“دفن البناه من الكرماه “وهو خلاف المشهور .

والله أعلم وأعز وأكرم وصلى الله وسلم على النبي الأعظم وعلى آله وصحبه وسلم.

تم الفراغ منه صبيحة الرابع من شهر شوال لعام واحد وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة بمدينة العين حرسها الله آمين .

الفهرس
الموضوع رقم الصفحة
مقدمة المؤلف 3
تمهـــيد 6
المقدمة الأولى : المبادئ الأساسية لهذا الفن 6
المقدمة الثانية : أنواع الكلمة 10
الأول :الاسم 10
الثاني :الفعل 11
الثالث :الحرف 12
المقدمة الثالثة : حقيقة الميزان وقواعده 14
قاعدة الأصل 15
قاعدة الزيادة 16
قاعدة الحذف 18
قاعدة القلب 18
المبحث الأول : الأفعال 21
تعدد أبواب التصريف 21
أبواب الفعل الثلاثي المجرد 23
الباب الأول : فَـعَلَ – يَفْعُلُ 25
الموضوع رقم الصفحة
الباب الثاني : فَـعَلَ – يَفْعِلُ 28
الباب الثالث : فَعَلَ – يَفعَلُ 30
الباب الرابع : فَعِلَ – يَفْعَل 33
الباب الخامس : فَعُلَ – يَفْعُلُ 36
الباب السادس : فَعِلَ – يَفْعِلُ 38
أبواب الفعل الثلاثي المزيد 40
النوع الأول : الفعل الثلاثي المزيد بحرف واحد 42
الباب الأول : أَفْعَلَ يُفْعِلُ 43
الباب الثاني : فَعَّلَ يُفَعِّلُ 46
الباب الثالث : فَاعَلَ يُفَاعِلُ 49
النوع الثاني : الفعل الثلاثي المزيد بحرفين 51
الباب الأول : انْفَعَلَ يَنْفَعِلَ 53
الباب الثاني : افْتَعَلَ يَفْتَعِلُ 55
الباب الثالث : افْعَلَّ يَفْعَلُّ 57
الباب الرابع : تَفَعَّلَ يَتَفَعَّلُ 59
الباب الخامس : تَفَاعَلَ يَتَفَاعَلُ 61
النوع الثالث : الفعل الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف 63
الباب الأول : اسْتَفعَلَ يسْتَفْعِلُ 64
الموضوع رقم الصفحة
الباب الثاني : افْعَوْعَلَ يَفْعَوْعَلُ 67
الباب الثالث : افْعَوَّلَ يَفْعَوَّلُ 69
الباب الرابع : افْعَالَّ يَفْعَالُّ 71
باب الرباعي المجرد : فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ 73
أبواب الملحق الرباعي 75
الباب الأول : فَوْعَلَ يُفَوْعِلُ 77
الباب الثاني : فَيْعَلَ يُفَيْعِلُ 79
البـاب الثـالث : فَعْوَلَ يُفَعْوِلُ 81
البــاب الرابــع : فَعْيَلَ يُفَعْيِلُ 83
الباب الخامس : فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ 85
الباب الســادس : فَعْلَى يُفَعْلَى 86
أنواع الرباعي المزيد 88
النوع الأول : الرباعي المزيد بحرف 90
النوع الثاني : الرباعي المزيد بحرفين 92
الباب الأول : افْعَنْلَلَ يَفْعَنْلَلُ 92
الباب الثاني : افْعَلَلَّ يَفْعَلِلُّ 94
ملحقات الرباعي المزيد 96
الباب الأول : تَفَعْلَلَ يَتَفَعْلَلُ 98
الموضوع رقم الصفحة
الباب الثاني : تَفَوْعَلَ يَتَفَوْعَلُ 99
الباب الثالث : تَفَيْعَلَ يَتَفَيْعَلُ 101
الباب الرابع : تَفَعْوَلَ يَتَفَعْوَلُ 103
الباب الخامس : تَفَعْلَى يَتَفَعْلَى 105
توابع ملحقات الرباعي المزيد 107
الباب الأول : افْعَنْلَلَ يَفْعَنْلَلُ 108
الباب الثاني : افْعَنْلَى يَفْعَنْلَى 110
أقسام الفعل الثلاثي المجرد : إلى سالم وغير سالم 112
أقسام الفعل الثلاثي المزيد : إلى سالم وغير سالم 114
أقسام الفعل الرباعي المجرد : إلى سالم وغير سالم 115
أقسام الفعل الرباعي المزيد : إلى سالم وغير سالم 116
تقسيم الفعل : إلى صحيح ومعتل 117
أقسام الفعل المعتل 119
المضاعف وحقيقة الإدغام فيه 121
النوع الأول : الإدغام الواجب 123
النوع الثاني : الإدغام الجائز 125
النوع الثالث : الإدغام الممتنع 128
تَتِمَّــةٌ : في الفعل المهموز 131
الموضوع رقم الصفحة
المبحث الثاني : الأسـماء 133
تقسيم الاسم : إلى صحيح ومقصور وممدود ومنقوص 133
فصل تثنية الأسـماء 135
الصحيح 135
المقصور 135
الممدود 136
المنقوص 136
فصل جمع الأسمـاء جمعاً مذكراً سالماً 138
الصحيح والمقصور 138
الممدود 138
المنقوص 139
فصل جمع الأسمـاء جمعاً مؤنثاً سالماً 140
فصل جمع الأسماء جمع تكسير 141
أوزان جموع القلة والكثرة 142
التقسيم الثاني للاسم : تقسيمه إلى مجرد ومزيد 149
أولاً : المجرد وأنواعه 149
النوع الأول : الاسم الثلاثي المجرد 150
النوع الثاني : الاسم الرباعي المجرد 152
الموضوع رقم الصفحة
النوع الثالث : الاسم الخماسي المجرد 153
ثانياً :المزيد وأنواعه 154
النوع الأول : الاسم الثلاثي المزيد 154
النوع الثاني : الاسم الرباعي المزيد 155
النوع الثالث : الاسم الخماسي المزيد 157
أدلة الزيادة 158
التقسيم الثالث للاسم : تقسيمه إلى جامد ومشتق 160
المصدر 162
أقسام المصدر : إلى ثلاثي وغير ثلاثي 164
المصدر الميمي 168
المصدر الصناعي 169
مصدر الهيئة 169
مصدر المرة 170
فعل الأمر 170
اسم الفاعل 172
اسم المفعول 173
الصفة المشبهة 175
اسم الزمان والمكان 176
الموضوع رقم الصفحة
اسم الآلة 177
اسم التفضيل 177
المنسوب 179
المصغر 181
التعجب 183
الإعلال والإبدال 185
تَتِمَّةٌ : الإعلال بالحذف 188
الوقف 190
الفهرس

About the author

Suhaib Webb

Suhaib Webb

Suhaib Webb is a contemporary American-Muslim educator, activist, and lecturer. His work bridges classical and contemporary Islamic thought, addressing issues of cultural, social and political relevance to Muslims in the West. After converting to Islam in 1992, Webb left his career in the music industry to pursue his passion in education. He earned a Bachelor’s in Education from the University of Central Oklahoma and received intensive private training in the Islamic Sciences under a renowned Muslim Scholar of Senegalese descent. Webb was hired as the Imam at the Islamic Society of Greater Oklahoma City, where he gave khutbas (sermons), taught religious classes, and provided counselling to families and young people; he also served as an Imam and resident scholar in communities across the U.S.

From 2004-2010, Suhaib Webb studied at the world’s preeminent Islamic institution of learning, Al-Azhar University, in the College of Shari`ah. During this time, after several years of studying the Arabic Language and the Islamic legal tradition, he also served as the head of the English Translation Department at Dar al-Ifta al-Misriyyah.

Outside of his studies at Al-Azhar, Suhaib Webb completed the memorization of the Quran in the city of Makkah, Saudi Arabia. He has been granted numerous traditional teaching licenses (ijazat), adhering to centuries-old Islamic scholarly practice of ensuring the highest standards of scholarship. Webb was named one of the 500 Most Influential Muslims in the World by the Royal Islamic Strategic Studies Center in 2010.

Leave a Comment